مناسبة سابقة في أدبي الرياض
مناسبة سابقة في أدبي الرياض
-A +A
عيسى الشاماني (الرياض) I_ALSHAMANI@
علمت «عكاظ» أن النادي الأدبي في الرياض قرر إزالة الحواجز التي كانت تفصل بين النساء والرجال في قاعات المحاضرات والندوات التي يقيمها النادي، في خطوة اعتبرها مثقفون «ذات دلالة كبيرة على التحول المجتمعي الذي تشهده السعودية»، وقد تكون بداية النهاية لإجلاس المرأة في آخر القاعات، خصوصاً في الأماكن التي تشهد حراكاً ثقافياً وفكرياً.

وقالت مصادر لـ«عكاظ» أمس (الإثنين)، أن قرار النادي ليس الأول من نوعه، فهناك عدد من النوادي الأدبية في المملكة لا يوجد فيها حواجز فصل بين النساء والرجال، كما هو الحال في بعض جمعيات الثقافة والفنون، وإن خطوة النادي التي اتخذت قبل قرابة أسبوع تأتي وفق المتغيرات الثقافية والاجتماعية الكبيرة التي تشهدها المملكة.


وقال الرئيس السابق للنادي الأدبي في الرياض سعد البازعي، إن خطوة نادي الرياض الأدبي بإزالة الحاجز في قاعة المحاضرات بين الرجال والسيدات خطوة صغيرة، لكنها ذات دلالة كبيرة على التحول المجتمعي الذي طال انتظاره، مؤملاً أن تحذو أندية أخرى حذو نادي الرياض، وأن تتوقف عن إجلاس المرأة في آخر القاعات.

وأوضح البازعي لـ«عكاظ» أن فكرة الفصل بين الجنسين تمثل حقبة معينة من الزمن، وهي في أساسها ليست منطقية، وأن ما فعله نادي الرياض الأدبي هو ما فعلناه في الملتقى الثقافي في النادي نفسه قبل 5 أعوام ومازلنا نفعله في جمعية الثقافة والفنون بكل اعتزاز.

وأكد البازعي أنه أثناء إقامة فعاليات الملتقى الثقافي الذي يشرف عليه في النادي الأدبي في الرياض قبل 5 أعوام، كانت من أسس الملتقى ألاّ يفصل بين الجنسين، إلا أن هناك محتسبين تدخلوا، وبالتالي استجاب النادي لهم في تلك المرحلة، وطالب بإقامة حواجز مرة أخرى، وهي الفكرة التي اعترض عليها البازعي، وبالتالي تحول الملتقى إلى مقر جمعية الثقافة والفنون في الرياض التي رحبت بالملتقى دون حواجز ولا يزال الحال كما هو.

من جهة أخرى، اعتبرت الأديبة السعودية بديعة كشغري أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً، باعتبار أن حواجز الفصل بين الجنسين تشكل حاجزاً نفسياً للنساء، وتشعرهن دائماً بأنهن خارج القاعة، كما أن هناك هاجساً لدى النساء بأنهن من الفئة الثانية، خصوصاً في الأماكن التي تشهد حراكاً ثقافياً، وقالت: «الإنسان البالغ لا يحتاج أي حاجز».

وقالت لـ«عكاظ»: «إن المملكة تشهد تغيرات وتحولات كبيرة على المستويات كافة، وبالتالي هذه التحولات لا بد أن تستقيم معها باقي الأمور، مؤكدة أن هناك عادات أصبحت بمثابة العرف في المجتمع، وخلقت أنواعاً كثيرة من الهواجس تم إلصاقها بالدين والشرع».