-A +A
سعيد السريحي
لست أعرف ما سوف يكون عليه شعور سكان دول العالم جميعا، المتقدم منها والمتخلف، الغني والفقير، الأبيض والأسود والأصفر، إذا ما علموا أن مجلس الشورى في بلادنا ينعقد اليوم للتصويت على مطالبة الهلال الأحمر بالسماح له بدخول المنشآت النسائية في الحالات الإسعافية الطارئة لضمان تقديم الخدمة الضرورية العاجلة في وقتها، وإيجاد الآلية التي تضمن له ذلك، ولعلهم يعجبون من أن مسألة تتعلق بها الحياة والموت تحتاج إلى تصويت يضمن الموافقة عليها، وسيضربون أخماسا بأسداس وهم يتساءلون عن كيفية تعامل الهلال الأحمر مع الحالات الطارئة في المنشآت النسائية، وما الذي استدعى لجوء الهلال الأحمر لمجلس الشورى من أجل استصدار تنظيم يسهل عمله ويمكنه من تقديم خدماته الضرورية العاجلة في وقتها.

وليس من عجب أن يعجبوا جميعا ما داموا لا يعلمون ما عاناه، وربما لا يزال يعانيه، الهلال الأحمر عند مباشرته الحالات الإسعافية في المنشآت النسائية، وعلى رأسها مدارس البنات، وهي معاناة تبدأ من تعطيل عمله بانتظار تهيئة النساء في المنشأة والاطمئنان إلى أنهن استكملن تحجبهن وتنتهي بالحيلولة دون دخولهم المنشأة، وفي الحالين فإن حياة من تتعلق حياتها بتدخل الإسعاف تبقى أرخص من خصوصية المنشأة النسائية التي ينبغي أن تبقى حرزا منيعا وقلعة صامدة في وجه أي اقتحام ذكوري له تحت أي ذريعة حتى وإن تعلقت بالحياة والموت.


لا يعرفون فيعجبون ولعل مجلس الشورى لا يزيدهم عجبا ولا يزيدنا فجيعة لو عن لبعض أعضائه أن يتحفظ على دخول الهلال الأحمر للمنشآت النسائية أو ربطها باشتراطات تفضي إلى تعثر عمل الهلال الأحمر أو تعطيله.

suraihi@gmail.com