-A +A
خالد السليمان
الزميل الكاتب بصحيفة الحياة محمد اليامي كتب عدة تغريدات تضمنت سؤالا لافتا: لماذا يعلن اسم من يسيء للكرة السعودية ويعاقب بالحرمان من ممارسة النشاط مدى الحياة، بينما فئات أخرى تسيء للبلاد والعباد مثل ملاك المطاعم التي تقدم طعاما فاسدا، والتجار الذين يبيعون بضاعة مغشوشة، والمنشآت الصحية التي ترتكب الأخطاء الطبية المتكررة لا يحرمون من ممارسة نشاطهم إلا لفترات محدودة، ولا تعلن أسماؤها ؟!

وأقول للزميل العزيز، من سرقوا ثروات الوطن، وامتصوا رحيق مستقبله، وتسلقوا على أكتاف مواطنه، لسرقة ثمار أشجاره، لم تعلن أسماؤهم، ولم يحرموا من متع الحياة وممارسة الوجاهة، وما زال «بعض» نفس المجتمع الذي يشكو من الفساد في الصباح هو من يمنحهم الوجاهة في المساء !


المحير يا صديقي أن اللصوص الصغار يعيشون عادة حياة مزدوجة، يمارسون حياة طبيعية في النهار ويسرقون متخفين في الليل، بينما يتعاقب الليل والنهار في حياة اللصوص الكبار دون فرق، فالسارق الصغير غالبا ما يتدثر بالظلام ويخفي وجهه بقناع مثقوب العينين، بينما يلاحق السارق الكبير الشمس ويتقنع بمشلح وجاهة يبدو زاهيا حتى وإن ملأته الثقوب !

عزائي يا محمد، أننا في عصر الضوء.. ضوء القانون ووعي المواطن، عصر لن يجد فيه اللصوص بعد اليوم ظلا يستر سرقاتهم في النهار، ولا ضوءا يبرز وجاهتهم في الليل !