فواز
فواز
-A +A
فواز أبو صباع
أكثر ما يؤلمني في السنوات الأخيرة، هدر كثير من الأيام الدراسية، دون أن يستفيد منها طلابنا وطالباتنا، بتعليق الدراسة، كلما تنبأت الجهات المختصة بدراسة الطقس، بهطول أمطار، وللأسف غالبية تلك التوقعات تكون غير دقيقة، فما إن تتحدث تلك الجهات عن احتمال تساقط المطر، حتى تسارع إدارات التعليم بتعليق الدارسة، فيدخل الطلاب والطالبات ومعلموهم في حالة من الفرح، ويتبادلون التهاني بالإجازة، وبدلا من أن يتوجهوا إلى المدارس، ينتقلون إلى البحر والصحراء للتنزه، كما حدث يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في جدة وعدد من محافظات منطقة مكة المكرمة، وما يثير الاستغراب أن الطلاب من الجنسين تغيبوا عن مدارسهم، دون أن تهطل الأمطار المتوقعة، ولم تشهد جدة سوى قليل من الرياح التي لم يكن لها أي تأثير، والملاحظ أن إدارات المدارس تحرص على صرف أي طالب يأتي في يوم تشهد سماؤه قليلا من الغيوم أو نشاطا للرياح، ويبدو أنها تريد أن تتخلص من أي مسؤوليات فيما لو وقع أي مكروه للطالب في ظل تلك الظروف، وأرى أن ذلك يحسب عليها، ومن المفترض أن تكون لديها الشجاعة لاحتضان أي أحد، طالب وغيره، مزودة بوسائل السلامة، فالمرافق التعليمية ليس للدراسة فقط، بل يجب أن تكون مصدر إشعاع في الحي الذي تقع فيه، وأثناء تعليق الدراسة تثار كثير من التساؤلات التي أرى أنها إيجابية، وهي لماذا تعلق الدراسة ويتوقف المعلمون عن العمل، بينما يتوجه الموظفون الآخرون في مختلف القطاعات إلى أعمالهم، هل الأمطار لا تستهدف سوى المعلمين وطلابهم بينما تترك العمال والمهندسين والأطباء وغيرهم من المهن الأخرى.

يجب تحديد الجهات المخولة باتخاذ قرار تعليق الدراسة، تشترك فيها وزارة التعليم والدفاع المدني والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وألا تتخذ قرار التعليق إلا عند الضرورة القصوى، بدلا من منع الطلاب من التوجه إلى المدرسة، فيغيروا طريقهم إلى البحر أو الصحراء، ما يدل على أن قرار التعليق، لم يتخذ إلا لهدر أيام دراسية كان الأجدى الاستفادة منها.


لا نريد مقارنة ما يحدث لدينا، وما هو الحاصل في الدول المتقدمة، حين يتوجه الطلاب إلى المدرسة في ظروف جوية قاسية حيث الثلوج والرياح، فهي أسطوانة ممجوجة، لكن يبدو أن تلك الدول لديها احتياطات وتدابير للسلامة متطورة وعلى مستوى عال، سواء في الطرق أو المدارس، لا تتأثر بأي تقلبات جوية، وليس كما يحدث لدينا، حين نغرق في شبر ميه، أتمنى الاهتمام ومزيدا من الجدية في التعليم، لأنه معيار تقدم الشعوب ورقيها.

فواز أبو صباع

Alfaresksa2010@