-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
قطر أو غيرها من الدول الحاقدة الحاسدة، إذا فكرت في أن تدخل مقام الحرمين الشريفين في دهاليز السياسة، فعليها أن تعلم أن نهاية الدهليز بالنسبة لها هو المكب الذي تنهي إليه قاذورات العالم، أنا كتبت عن حكاية قطر تحت عنوان «العيال لن تكبر»، واكتفيت بهذا وكأني استلهمت حديث صاحب السمو الملكي ولي العهد عندما قال ما معناه قطر موضوع صغير سنلتفت لما هو أهم، وعدم تطرقي إلى «حدوتة» قطر، لأني أراها فعلا مجرد أقصوصة، ولا أرفعها لأقول نكتة فالحكاية تسمعها مرة واحدة وانتهى الموضوع، أما النكتة فهي أولا ظريفة وبالتالي محبوبة ومن ثم تقدر تكررها أكثر من مرة وتضحك من قلبك أنت ومن يسمع، أكرر بالنسبة لي أرى مسؤولي قطر، «الله بلخير» بعد أن عرتهم السعودية والإمارات من الملابس الثقيلة التي كانت تخفي ما تحت الأكمة، ما تخفي من بلاوي ينوء بذكرها لسان أعتى راوٍ، بعد ذلك كله وإيضاح الصورة من وسائل الإعلام ورأي النقاد كنت كما قلت عزمت ألا أخوض في هذا الموضوع، وبالذات ما يخص قادتها فالضرب في الميت حرام.

أما شعبها فهم إخواننا ولا يستحقون إلا كل احترام، أنا لم أكتب ثانية لأن في رأيي أن الخصران يقطع المصران «وخليهم يهيصوا» فهم على قول المثل مين داري عنك ياللي في الظلام تغمز، ولكن ما جاء حول تصريحهم بتدويل الحرمين الشريفين جعلني أعود إلى الكتابة عن بلداء السياسة القطرية، وأعرف أنني لست إلا عودا من طرف حزمة «الكتاب والنقاد» ولا أقصد بالعود الآلة التي يعزف عليها بالريشة، أو كما الريشة طبعا أقصد حزمة الحطب، أكيد لو كنت أحد تلك الأعواد سأكون عويدا صغيرا على قد حالي وقد يكون رأيي لا يقدم ولا يؤخر، لكن الكاتب منا صغر أم كبر عليه واجب وليس عليه إصلاح الأوضاع، فدوره معلوم ومحدود. وعلى كل هؤلاء القوم بتلك السياسة والعقلية «الحكي» معهم مضيعة وقت وإعطاء أهمية، وأصلا مالك قبيل وكما يقول المثل كم تعلم في المتبلم يصبح ناسي، وأبداً من في نفسه شر لا يتعلم من ما مر عليه فكيف يأخذ درسا مما تلقته ثلة ممن سبق من قصيري العقل ناكري المعروف.


مهما حدث يظل الحرمان الشريفان أعظم وأشرف وبمنأى عن الاستغلال، ليكونا أداة يظن أنه يمكن تسخيرها للنيل من هذا الوطن العظيم وقادته الكرام. يا من تعتقد أن اللعب بالنار يمر مرور الكرام، لا وكلا ستحرق أصابعك قبل أن تنطلي حتى على السذج تلك المناورات السخيفة، سيبقى هذا البلد حاضنا كريما لأطهر بقعتين في العالم ومتشرفا بقادته وشعبه في خدمتهما، ولا عزاء لأصحاب الضغينة والأغبياء.