-A +A
إبراهيم عقيلي
كل الجهود التي تبذلها الأندية وإداراتها لجلب محترفين وضخ مئات الملايين في ذلك الاتجاه، قد تهدرها نقطة خلاف واحدة بين أعضاء الشرف أو بين الإدارة، أو حتى بين اللاعبين أنفسهم، فالإدارة الواعية هي التي تسعى جاهدة لبث روح المودة والتآلف بين أعضاء النادي، فإذا حققت تلك الخطوة حينها ستجني ثمار سعيها. وتعي تماما أن كل الأموال التي تصرف على النادي لن تعود بالنفع إذا ما أطفأت الخلافات البسيطة قبل أن تشتعل، فالعمل في بيئة صحية ملائمة مهم للغاية.

أقولها وأنا أكثر تفاؤلا بعد أن دعا رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ أعضاء شرف الأندية بالعودة لدعم أنديتهم، داعيا الأمير خالد بن عبدالله وابنه فيصل للعودة لعشقهما، وما زادني تفاؤلا هي البيانات الصادرة من النادي الأهلي، ومبادرة الأمير منصور بن مشعل وهو يدعو الرمز للتكاتف من أجل النادي، وما أبهرني أكثر هي الشفافية التي ظهرت في البيان، فلم يكن مثاليا أكثر من اللازم، ولا بابا لتصفية الحسابات السابقة، بل اكتفى بالإشارة السريعة للخلافات الماضية بين عضو الشرف الأمير منصور والرمز الأمير خالد بن عبدالله التي حاول البعض استغلالها ونبش اختلاف وجهات النظر للإساءة للرموز وأعضاء الشرف.


ما أن عاد منصور بن مشعل إلى النادي حتى خرجت خفافيش الفتنة من جحورها تطير هنا وهناك حاملة بين أجنحتها بقايا فتنة ساذجة، خرجت باحثة عن حكاية بالية تلوكها الألسن، فهم وجدوا بيئتهم الضالة في عودة عضو هام اختلف يوما مع الرمز.

لم تكن القلعة أبدا بهذا الشكل، وهي التي اتسمت بالهدوء والاتزان، أعوام مضت والفرد فيها إما أن يقول خيرا أو يصمت، ولأنها سمة دائمة ما كان لها أن تستمر بذلك السوء، فها هي عادت من جديد لتلجم الشامتين والعابثين، وتقول لم يعد للموسم متسع للخلاف فها هو الدوري أدنى من ذي قبل، ويتربع الفريق على عرش المنافسات بكافة أشكالها، كل ما في الأمر لملمة بقايا خلاف وسيعود البيت الأهلاوي كما كان.

كل ما في الأهلي حاليا يشير إلى الخير، من رئيسه الأمير تركي بن محمد الفيصل وإدارته وكل أعضاء شرفه، وما حصل خلال الأيام الماضية لم يكن سوى سحابة صيف عابرة، وستعود الأجواء كما عهدناها، فليس الأهلي الذي يخترق، وليس في الأهلي من يظن أنه أكبر من الكيان، وليس في الأهلي سوى عائلة محبة لشعاره، ومخلصة لأركانه.

لم يتبق من مشهد التعاضد الأهلاوي سوى قراءة بيان مماثل يذيل بتوقيع الرمز الأمير خالد بن عبدالله يصافح ذلك الترحيب بيد العفو فالكبار وحدهم هم من يثمنون قيمة التسامح، وهو أكثر الأعضاء حبا وشغفا بالأهلي.