-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
الصوت العذب الجميل نعمة من الله تعالى، يمن بها على من يشاء من عباده، فمنهم من يستخدمها في الطاعة، ومنهم من يستخدمها في المعصية، وما أكثر نعم المولى عز وجل التي يغفل عنها الناس.

كما من الله تعالى على كثير من مخلوقاته بنعمة الصوت الجميل، فنرى كثيرا من الطيور التي تصدح، وتشنف الآذان، بأعذب الأصوات، ليسبح العباد لخالق الكون العظيم.


ولقد قرأنا وسمعنا عن كثير من الأعاجم، استمعوا لصوت مؤذن عذب، أثار الشجون في نفوسهم، فسألوا عن معاني ما يسمعون، فآمنوا وأسلموا.

والأمر كذلك بالنسبة لتلاوة القرآن الكريم، وقد أمرنا الرسول العظيم أن نحسن أصواتنا بالقرآن، وأن نتغنى - أن نجيد ونحسن بقراءته وتلاوته-.

دارت في ذهني المعاني السابقة وأنا أتابع قناة القرآن الكريم الفضائية التي تبث إرسالها من الحرم المكي الشريف، وقد اعتدت أن أتابع هذه القناة المباركة كلما جلست أمام التلفاز، لكني أعتب على القائمين عليها لعدم التدقيق الجيد في اختيار ذوي الأصوات الجميلة في قراءة القرآن لكي يبعث في نفوس المستمعين شوقا، ولا يضطر المشاهد – أحيانا – إلى تغيير القناة. أصول التلاوة وصحة القراءة أمر أساسي، وهذا متوافر لدى أطفالنا، لكن ليس كل من يجيد القراءة حسن الصوت.

اختيار أصوات القراء ينبغي ألا يتم وفق أي اعتبارات، سوى جماليات الصوت مع حسن الأداء. فمن منا ينكر صوت الحصري الملائكي، أو صوت الحذيفي العذب وغيرهما من قراء العالم الإسلامي، الذين كلما استمعنا إليهم ازددنا إيمانا وخشوعا.

آمل أن تراجع قناة القرآن الكريم قائمة قرائها، وأن يتم الاختيار وفق صحة التلاوة وعذوبة الصوت، فقد يكون القارئ المتقن العذب الصوت سببا في إسلام الآخرين.

وبارك الله لنا في كتابه الكريم.