-A +A
حمود أبو طالب
استغرب البعض وجود جناح لرئاسة أمن الدولة في مهرجان الجنادرية عرضت فيه معلومات وإحصاءات في غاية الأهمية عن الأخطار الأمنية التي تهدد المملكة من خلال تنظيمات إرهابية تمثل بالوكالة إرهاب دول مثل إيران وغيرها أو لذاتها في الظاهر، بينما هي صناعة لاعبين كبار في الكواليس لم تعد أهدافهم خافية بعد اتضاح كثير من الخيوط خلال السنوات القريبة الماضية، بعد بدء تطبيق ما كان نظريا إلى واقع تصاحبه الدماء والدمار والفوضى.

مهرجان الجنادرية تؤمه مئات الألوف من المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار، وهناك جيل جديد من الشباب وصغار السن ليسوا معنيين بمتابعة أخبار السياسة ولا تعنيهم تعقيداتها، وليس لديهم خلفية عما يواجهه وطنهم من أخطار. حضور هؤلاء في مهرجان وطني كبير هو مناسبة لتعريفهم بالمنجزات التي تحققت في وطنهم ابتداء من وحدته التأريخية مرورا بكل المراحل التي أوصلته إلى هذا الحاضر الزاهي، وعندما يفهمون هذه الحقائق جيداً بطريقة مبسطة وجاذبة سيدركون كم هو مهم أن يحتفظوا بوطنهم ويرسخون انتماءهم وولاءهم له، وكم هو مهم أيضا الوعي بالمخاطر التي تستهدفه، والتي تتوجب الوقوف بقوة للدفاع عنه.


إن هذه المرحلة هي أخطر مرحلة في تأريخنا الحديث من حيث الظروف المحيطة التي تتوالى بشكل مدمر غير مسبوق، والتي تتطلب أن تكون الوطنية في أعلى درجاتها، والالتفاف حول الوطن في أقوى حالاته. وقد رأينا كيف تم التغرير بشباب في سن مبكرة لتجنيدهم كخناجر في ظهر الوطن عبر التدليس عليهم بمعلومات كاذبة والزج بهم في محرقة الموت العبثي ضد وطنهم. ولذلك فإن أي مناسبة وطنية في أي موقع لا بد من استثمارها لإعلاء قيمة الوطن لا سيما لدى صغار السن الذين سيكونون رجال ونساء الوطن مستقبلا.