-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswaid@
تثير هرولة نظام الحمدين تجاه اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة أسئلة المراقبين ومراكز الأبحاث عن دوافعها، وتعزو صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تلك الهرولة القطرية إلى محاولات الدوحة إرضاء يهود الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة أن محاولات التأثير على النخبة السياسية والكونغرس ووسائل الإعلام لم يعد مجدياً «بل سيكون باهض الثمن».

وأكدت «هآرتس» أخيراً، أن تركيز النظام القطري بات منصباً على الجناح اليميني المتطرف المؤيد لإسرائيل، لافتة إلى أن لقب «قطر الطيبة» في واشنطن أصبح «ورقة محترقة»، وأنه مع ذلك لاتزال تلك الإمارة «الصغيرة» تشن هجوما ساحقا يهدف إلى إقناع الأمريكيين بعدم دعم جهود السعودية لعزلها. وقالت الصحيفة «في حين أن الجهود المبذولة للتأثير على النخب في العاصمة أصبحت شيئاً مألوفاً، فإن أبرز أهداف قطر ليست في التركيز على الأشخاص المعتادين في الكونغرس أو وسائل الإعلام، وبدلا من ذلك، يركز فريق العلاقات العامة التابع لقطر في الولايات المتحدة على كسب قلوب وعقول من قيادات يهودية محددة لها آراء متطرفة تجاه الدول العربية، وأن هذا الجذب القطري أطلق حربا أهلية بين أعضاء اليمين ممن تشتريهم الإمارة القطرية وأولئك الذين يرفضون استخدامهم كدعاية تهدف إلى تغطية دعمها للإرهاب.


وسخرت الصحيفة من الجهود القطرية من سعيها لكسب نفوذ القيادات اليهودية الموالية لإسرائيل، في وقت ترعى خطاباً إعلامياً في العالم العربي معادياً لإسرائيل ومؤيداً لحماس كقناة الجزيرة.

وتقول الصحيفة بأن قطر لم تجن ما كانت تسعى إليه من تأييد من قبل اللوبي الصهيوني المتطرف في أمريكا رغم الدعوات السخية لعدد من قاداتها للدوحة في الفترة الأخيرة، إذ إن القادة اليهود الذي التقوا بتميم هم الذين فرضوا شروطهم واستمع إليهم ورغم ذلك مازالوا يشككون في نوايا الدوحة تجاه مطالبهم.

واختتمت الصحيفة قولها بأن العديد من اليهود يرون بأنهم سيكونون بأفضل حال بالبقاء بعيداً عن مشاكل قطر مع جيرانها في الخليج، وأن النظام في الدوحة حاضن للجماعات الإرهابية ويدعمها ويسعى في نفس الوقت إلى تلميع نفسه دولياً مستغلاً ثراءه، وإظهار أن الإمارة الصغيرة «حديثة وليبرالية» وتسعى للصداقة مع الجميع، مشددة على أنه «لا يمكن الوثوق بالنظام القطري حتى من أقرب أصدقائه».