-A +A
عبدالله عمر خياط
.. الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لاهتمامه وحرصه على رفاه المواطن والمقيم على هذه الأرض الحبيبة بعد أمره الكريم بتخصيص 175 مليون ريال سنوياً لشراء المياه المحلاة من محطات متنقلة؛ لمواجهة الطلب المتزايد على المياه المحلاة في المملكة حسب ما نشرته جريدة «عكاظ» في 25/‏5/‏1439هـ.

إن الماء عصب الحياة، فقد قال الحق سبحانه وتعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ومع مواصلة حكومة بلادنا إنشاء المزيد من محطات التحلية لمياه البحر فما زلنا نوفر المياه لمنازلنا وبصعوبة شراء وايتات المياه مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع رغم أننا السابقون في تحلية مياه البحر، ولست أدرى إن كنا قد سبقنا جنوب أفريقيا في مجال تحلية المياه أم أنهم سبقونا، لكني أرجح أننا سبقناهم، ففي بلادهم نهر «أورانج» يجري وطوله أكثر من ألفي كيلومتر ونهر آخر نسيت اسمه طوله يزيد على ألف كيلومتر، وأنهار متوسطة وقصيرة أخرى على عكس المملكة الخالية من الأنهار، والتي اعتمدت على مياه الأمطار في الماضي ثم أدخلت التحلية من البحر الأحمر ومن الخليج العربي قبل أربعة عقود.


ومع ذلك فقد سبقتنا جنوب أفريقيا في التحذير من أن مياه التحلية لم تعد تكفي، وقد أضاء لنا الكاتب الدكتور عبدالرحمن علي الفيفي في جريدة «الرياض» الإثنين 19/‏5/‏1439هـ/‏ 5/‏2/‏2018م الهموم المائية في جنوب أفريقيا، إذ كتب يقول:

«يوم الصفر، هو يوم الثاني عشر من شهر أبريل المقبل، اليوم الذي أعلنته حكومة مدينة كيب تاون، بجنوب أفريقيا، يوم حالة طوارئ قصوى، بعد أن أظهرت إحصاءات مصلحة المياه بالمدينة، أنه اليوم الذي سيتجاوز فيه استهلاك المدينة للمياه ما تنتجه محطاتها من المياه المحلّاة، أو تجمعه سدودها من مياه الأمطار، لتكون بذلك مدينة كيب تاون، أول مدينة عصرية في العالم، تعلن عن حالة عجز مائي، بشكل حكومي رسمي».

ها هي دولة جنوب أفريقيا تعلن ضرورة الترشيد رغم وجود الأنهار فيها، ونحن أولى بذلك منها.

ومع إننا قد رفعنا 175 ألف شكوى تجاه الفواتير عام 2017م بحسب ما جاء في جريدة «الوطن» في 8/‏5/‏1439هـ/‏25/‏1/‏2018م على لسان الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية المهندس محمد الموكلي، إلا أن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني يلزمنا باتباع أقصى درجات الترشيد في استهلاك المياه، وقد رأيت في مقاطع الواتساب أن أستراليا - على ما أظن - وهي دولة غير مسلمة رفعت شعار «لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ»، وكما هو معروف فهذا حديث نبوي شريف.

إن علينا توعية أبنائنا وبناتنا وكل أهلينا والشغالات والشغالين في منازلنا بترشيد استهلاك المياه.

السطر الأخير:

«الماء أرخص موجود وأغلى مفقود».

aokhayat@yahoo.com