-A +A
سعيد السريحي
سوف تمر العاصفة الترابية على مدارس منطقة مكة المكرمة وليس لتلك المدارس والمسؤولين عنها شغل شاغل غير تعليق الدراسة أو المغامرة بعدم تعليقها، أما أن تكون تلك العاصفة التي مر الطلاب بتجربتها، حتى لو من وراء زجاج نوافذ منازلهم، فأمر آخر لا يعني للقائمين على التعليم وضعها موضع الدرس لتعريف الطلاب والطالبات بأسبابها ومواسمها واتجاهاتها وسرعة هبوب الريح والآثار الصحية والبيئية المترتبة عليها، ومن ثم ربط العملية التعليمية بالتجربة الحياتية والبيئية، فالتعليم مشغول بما هو مكتوب في الكتب لا صلة له بما يدور خارج أسوار المدرسة.

ولا يتعلق الأمر بالعاصفة الرملية، فلجدة أن تغرق في المطر وللتعليم أن يعلق الدراسة ويعلق معها أي درس يمكن له أن يربط المدرسة بالمطر وما خلفه من مستنقعات يعبرها الطلاب في طريقهم إلى المدرسة ويعانون من البعوض المتوالد فيها إذا ما عادوا إلى منازلهم، وبذلك تؤكد المدارس ويؤكد التعليم عموما أنه يحيا في مكان آخر غير المكان الذي يحيا فيه الطلاب والطالبات المنتمون إليه.


ولا تتوقف المسألة عند حدود الظواهر الطبيعية من عواصف ترابية أو أمطار أو هزات أرضية، وإنما تشمل كذلك مناسبات اجتماعية وثقافية ووطنية وأحداثا سياسية واقتصادية ودولية كان من المفترض أن تستغلها المدارس لوضعها موضع الدرس، وليس ذلك لتعريف الطلاب والطالبات بها فحسب، وإنما للتأكيد على صلة العلم والمعرفة والتعليم بواقع الحياة التي يحياها الطالب ويمر بها الوطن.

suraihi@gmail.com