-A +A
تهوي أفئدة السعوديين إلى قرية الجنادرية بالعاصمة الرياض، ويشعلون قناديل الذكرى لعمق أجدادهم، وتنوع ثقافاتهم تحت وحدة الدولة السعودية، إذ يتقاطرون من كل مناطق المملكة بملابسهم التراثية في جوٍّ ثقافي أصبح منارةً تجدّف نحوها العيون، وترويها الألسن.

ورغم كل هذا التنوع الثقافي، إلا أن العلم الأخضر يخفق على الصدور كما بدا واضحاً في أوبريت الجنادرية «أئمة وملوك»، فكل الجماهير الحاضرة رفعت علم المملكة مبتهجةً بالوطن الواحد القوي في بوتقةٍ واحدة تحت راية التوحيد ثم الحكمة السياسية لقيادة البلد منذ نشأتها الأولى.


ولم يكن أوبريت الجنادرية «أئمة وملوك»، الذي كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن إلا مسيرة طويلة انطلقت منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى عرضة الملك سلمان، التي تناقلتها الشفاه، وتداولتها الأيدي عبر مقاطع فيديو، تحمل مضامين وحدة الوطن، وتلاحم الشعب مع القيادة.

السعوديون مؤمنون بأن البلاد التي ليس لها ماضٍ، لن يكون لها حاضر، لذلك حضر المستقبل «نيوم»، تلك المدينة التي لا تقبل إلا الحالمين كما عبّر عن ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فكان خليطاً بين الماضي والمستقبل، يراه السعوديون أمامهم متجسّداً في لوحة فنية أشعلت الحلم في القلوب.

لا تزال الجنادرية منذ ولادتها قبل ثلاثة عقود قبلة الثقافة السعودية العريقة، فكل المناطق تحرص على إبراز تراثها العتيد في بوتقة واحدة كي تنصهر في مفهوم المواطنة التي تأسست عليها المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن.