callcenter
callcenter
-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@
من منا لا يذكر الرقم «905»؟ ومن منا لم يسبق له أن لجأ إليه، فلطالما كان دالة للمتصلين في بحثهم عن أرقام مفقودة وأخرى منشودة، منها لأشخاص بعينهم، ومنها لشركات أو محلات تجارية أو دوائر حكومية، وإن كان يوماً ما قد أسهم في تخلي الكثيرين عن اللجوء لدليل الصفحات الصفراء آنذاك الذي يوزع مجاناً، فإنه يتجرع اليوم من ذات الكأس، ويوشك أن يصبح في حقبة الزمن المنسي. مركز استعلامات الدليل الهاتفي «905» لم يعد المنقذ الوحيد لمشتركي الهاتف، فمع ظهور برامج وتطبيقات الأرقام، مثل «نمبر بوك» مثلا، تخلى عنه الكثيرون، ولم يعد حاضراً سوى في ذاكرة جيل التسعينات وربما بدايات الألفية، فقد اختزلت هذه التطبيقات غالبية الأرقام دون إذن مسبق.

على رغم انفصال وزارة البرق والبريد والهاتف وتحولها إلى جهتين منفصلتين، لم يتأثر «نمبر بوك الطيبين» بل تحسن أداؤه وواكب التطور الحكومي في الخدمات، ويقدم خدمته كما كان عليه، بل إنه حمل روحاً شابة زادت من نشاطه، وجذب محتاجيه أكثر وأكثر، ولم يستطيعوا الاستغناء عنه، بل ومع بداية دخول الإنترنت في السعودية في التسعينيات الميلادية ظل ثابتاً ويسير على نهجه، فظن القائمون عليه أنه لن يتوقف ولن يصبح خارج الاهتمام، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وبدأ المركز يفقد جمهوره تدريجياً خلال الأعوام الأربعة الماضية، خصوصاً مع ظهور الهواتف الذكية المزودة بتقنية عالية. انحصرت خدمات «905» أمام طفرة برامج «نمبر بوك»، ومواكبة المحلات والشركات للتقنية والظهور في مواقع التواصل الاجتماعي بأرقام هواتفها وسهولة الحصول على رقم هواتف الأشخاص بفضل مواقع التواصل. ما دفع مركز خدمات الدليل «905» إلى استجداء الاهتمام بإرسال رسائل نصية لمشتركي الهواتف النقالة، مفادها «عزيزي العميل يمكنكم الآن الاستعلام والحصول على أي رقم تبحثون عنه مجاناً ودون الحاجة إلى الاتصال بمركز استعلامات الدليل 905 من خلال موقعه الإلكتروني»، كما وضع المركز رسالة نصية توصي مشتركي الهاتف بالبحث عن أرقام الشركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون الاتصال على المركز. ورسائل المركز النصية والصوتية كلها تنصح بعدم الاتصال برقم الهاتف «905» بعد أن كان لأعوام طويلة الرقم الهاتفي الذي لا يغيب عن الاهتمام.