-A +A
نورة محمد الحقباني
تشهد المملكة العربية السعودية تطورات لافتة جداً، خصوصاً العاصمة الرياض، لأنني أعرفها جيداً حيث نشأت وتعلمت وعملت فيها وأعرف كيف كانت؟ وحجم التحولات التي مرت بها، وكيف أصبحت تسابق الزمن اليوم؟

في زيارتي الأخيرة، في شهر ديسمبر الماضي، تجولت في شوارع شهدت تطورات كثيرة، لإنهاء مشروع القطار المنتظر، وقد لفت نظري نوعية محلات جديدة!


تمعنت جيداً في نوعية تلك المحلات، حقاً، لم أر ذلك التنوع الذي أتمناه، حيث غالبيتها تدور حول الأطعمة بمختلف التصنيفات، عدا الأطعمة التي يحتاجها الجسم لتغذيته فعلياً بما يحتاجه.

هناك محلات تبيع الحلويات التي تستهلك مع القهوة ومحلات تبيع معجنات تستهلك مع الشاي، وغيرها الكثير مما يندرج تحت تصنيف «سناك»، إضافة إلى مطاعم عدة بعضها محلية وأخرى عربية وعالمية.

هل تلك الأغذية صحية ويستفيد منها الجسم ولها انعكاسات إيجابية على صحة الإنسان.. الإجابة عند أهل الاختصاص؟!

وهنا لا ألوم المستثمرين وصغار التجار، لأنهم يبحثون عما يطلبه المستهلك، لكن يمكن للجهات المعنية التشجيع على الأكل الصحي ومضار «الفاست فود» مثلاً، خصوصاً الهيئات المتخصصة.

لكن ما يجعلني أتساءل، هو أنني لم أرَ مكتبة واحدة من ضمن المحلات التي افتتحت مؤخراً!

ولم أر محلات تحفز على تغذية العقل من أندية أو مقاه ثقافية أو مكتبات متحركة!

ما رأيته يشعرني بأن حياة البعض مكرسة للأكل والشرب فقط والتهام الحلويات والمعجنات!

ربما هناك من سيقول إن زمن القراءة ولى وانقضى، أو أن لا أحد يحبذ القراءة في زمن الأجهزة الرقمية.. ولهؤلاء أقول جرب على الأقل أن تكون مستمعا للبرامج الثقافية والحوارية التي تنمي الفكر والتأملات وتضيف للعقل إذا كنت قد حرمت نفسك من نعمة القراءة.

استخدام العقل له لذة تتجاوز تذوق «الكبسات» وأصناف الأكل المتعدد.

نحتاج إلى استخدام العقل من خلال تحفيز القراءة وسماع ما ينشط الذهنية.. تلك نعمة يجب عدم تجاهلها!

ومتأكدة أن من يجرب القراءة بالطرق الصحيحة وفي الأوقات المناسبة سيدمن عليها، ولن يحرم نفسه من تلك النعمة المغذية للعقل، وكما قال المتنبي:

أعز مكان في الدنى سرج سابح

وخيـر جليس في الأنـام كتاب.