-A +A
مها الشهري
حدث لافت في شارع الفن بأبها، قام فيه شاب وفتاة برقصة شعبية أمام المارة، وصلت تبعاته إلى ملاحقة المتورطين (بالرقصة) في المشهد، بعد أن ثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تحليله، وإن كان مظهرا مرفوضا حسب المعايير الاجتماعية، إلا أنه لا يستحق كل هذا التهويل، بالمقابل لم يتعامل المجتمع مع فعل من نشر المشهد إنما تعامل معه كمن يحمي الصورة الاجتماعية.

الواقع أن هذه الرقصة التي أداها (المتورطان)، ولو لم تكن جاذبة، إلا أنها قد تكون أكثر احتراما من المقاطع المتداولة لرقص الفتيات أو الشبان في الأماكن المغلقة والمحاصرة بالخوف والخجل من المجتمع، والتي يتجمع فيها الناس تحت غطاء الفضيلة يدارون وجوههم عن المجتمع ويفعلون الأشياء التي يخجلون منها في الواقع في سبيل التنفيس عن الرغبة بالمرح، وفي هذه الحالة لا نناقش (الرقص) كأسلوب للمرح وإنما كأسلوب للهروب من قيود المجتمع الذي فرض التشدد في تعاملات الناس حتى أصبح البعض يبحثون عن منافذ لها في مسالك غير سليمة، وهذا الأمر موجود لا يمكن درؤه ولا يمكن إنكاره في نفس الوقت، إنما هو متقبل طالما أن من يفعله يخفي هويته.


من أراد الاستنكار أو القبول أو عدم الاهتمام فله الحق في ذلك، ولكن علينا أن نبصر أنفسنا لتكون مبادئنا متسقة مع أفعالنا وقيمنا، لا يحتكم رأينا فيها إلى إخفاء الفعل أو إظهاره، حيث إن الفرق بين الرقص في الأماكن المغلقة كالاستراحات وبين الرقص في الشارع، محكوم بمدى قابلية المجتمع لرؤيته كوضع خاص عنه في الوضع العام، بطريقة تجعل المجتمع حكما على أفعال أفراده يدفعهم إلى فعل الشيء متخفين لا ظاهرين، ولكن الأمر في النتيجة هو اضطراب شخصية الفرد وقوله بخلاف ما يفعل، بالأحرى بين ما يريد فعله وبين ما يتوجب عليه فعله.