-A +A
حمود أبو طالب
دائما نقول ونعيد القول ونؤكد على ضرورة الانتباه لمحاولات ضرب العلاقات التأريخية الوثيقة بين المملكة والشقيقة دولة الإمارات التي يتبناها تحالف شرير محيط بنا ومدعوم من عرّابي مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى. هاتان الدولتان تمثلان إزعاجا لهم، لأنهما واقفتان بقوة ضد هذا المشروع ولأنهما دولتان قويتان ومؤثرتان عربيا وإقليميا ودوليا، وعندما لم تنجح محاولات اختراقهما من أجل إلحاقهما بالدول التي سقطت أو ترنحت لم يعد متاحا سوى الإرجاف بوجود مشاكل بينهما، بل والادعاء بأن كل واحدة لديها مشروع مضاد للأخرى، موجه ضدها مباشرة أو لمصالحها الخارجية، وتسويق هذه الادعاءات عبر إعلام مأجور ومنصات التواصل التي نعرف من يديرها وكيف تدار. البداية المزعجة لهؤلاء كانت الموقف القوي الموحد للدولتين تجاه مصر وحمايتها من السقوط في الفوضى وتجييرها عبر مشروع الإخوان لقوى خارج محيطها العربي، النجاح الذي تحقق في الساحة المصرية دفعهم إلى إطلاق ما أسموه باختلاف المصالح في مصر وبالتالي تبني كل دولة توجها مختلفا عبر تيارات مصرية تخدم كل واحدة منهما. طبعا لم يكن هذا سوى هراء وتضليل لأن الأمور واضحة جدا مثلما تؤكدها باستمرار الدولة المصرية عبر مؤسساتها الرسمية، وتؤكدها أيضا المملكة والإمارات في كل مناسبة. ثم جاءت الأزمة اليمنية وتحالف دعم إعادة الشرعية الذي تقوده المملكة بمشاركة رئيسية من الإمارات ليكون فرصة مواتية لإطلاق مسلسل مستمر من الإشاعات بعد تجهيز البيئة المناسبة لها من خلال العملاء المأجورين الذين لا تهمهم مصلحة اليمن بقدر ما تهمهم الأثمان التي يقبضونها، وكثيرة هي الإشاعات التي سمعناها، خصوصا في الآونة الأخيرة قبل وبعد الأحداث المؤسفة في عدن بعد انتقال الحكومة الشرعية إليها، فقد ذهب خيال البعض إلى تأكيد أن كل ما يحدث من انشقاقات هو نتيجة لاختلاف التوجه الإماراتي عن التوجه السعودي، وتحميل الدولتين مسؤولية تلك الأحداث، وما هذا سوى حلقة من تكتيك داعمي الإرهاب والفوضى ووكلائهم الذين يعرفهم الجميع الآن. ما بين المملكة والإمارات تأريخيا علاقات أقوى وأعمق من أن تتأثر بهذه الأقاويل، وهي مستمرة وتزداد رسوخا منذ تأسيس دولة الإمارات في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وصولا إلى عهدها الجديد بقيادة خليفة بن زايد وأخيه محمد بن زايد اللذين تعاملهما قيادتنا والملك سلمان وولي عهده على وجه الخصوص كشركاء حقيقيين في مشاريع التنمية الخليجية والأمن القومي العربي والسلام العالمي. سوف تستمر الدولتان ضد كل مشاريع الخراب، لأنهما تتبنيان مشاريع إعمار الأوطان وتنمية الإنسان والمكان، ولذلك سوف تستمر المؤامرات على علاقاتهما، وهنا تكون الكرة في ملعب الشعبين الشقيقين السعودي والإماراتي اللذين عليهما الانتباه جيدا لما يحدث.