جبال الحشر تعتمد على الصهاريج في توفير الماء. (تصوير: محمد القيسي)
جبال الحشر تعتمد على الصهاريج في توفير الماء. (تصوير: محمد القيسي)
-A +A
محمد المالكي (جازان) almalkym939@
اجتاح الجفاف جبال الحشر في محافظة الداير بني مالك (شرق جازان)، وبات الحصول على الماء هاجس الأهالي يوميا، في ظل اعتمادهم على الصهاريج التي يتلاعب أصحابها بالأسعار، التي تصل إلى مبالغ مرتفعة، خصوصا في الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة.

وفاقمت قلة هطول الأمطار في السنوات الأخيرة حالة العطش، فنضبت الآبار الارتوازية، وجفت المزارع، وانحصرت الرقعة الخضراء التي كانت تغطي مساحات واسعة من جبال الحشر، ويرجو الأهالي من الجهات المختصة، خصوصا الإدارة العامة لخدمات المياه بمنطقة جازان، النظر إلى معاناتهم وإيجاد الحلول الجذرية لها التي باتت توصف بأنها مزمنة في محافظة الداير.


وصف حسن الحريصي شح الماء بـ«المشكلة المزمنة» في جبال الحشر، مشيرا إلى أن المعاناة تتفاقم بتزايد الكثافة السكانية، في القرى الجبلية التي تفتقد أساسا المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية في المنطقة.

وأوضح أن كل مواطن بات يتكبد المشاق من أجل الحصول على قطرة يروي بها عطش أسرته، بينما هناك من لا يملك المال الكافي لشراء الصهريج، لتعبئة الخزان الخاص به، ولاسيما أن غالبية السكان من ذوي الدخل المحدود ويعتمدون على الضمان الاجتماعي في تدبير شؤون حياتهم.

وأفاد أن المعاناة تتضاعف بحلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، إذ يزداد استهلاك الماء، ولا يكفي الصهريج ليوم واحد، فضلا عن أن البعض بات يستعين بجوالين كحل مؤقت، رغم الأخطار التي تتسبب فيها بتحولها إلى بيئات مناسبة لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، مشددا على ضرورة معالجة الوضع وإنهاء معاناة أهالي الحشر مع العطش الذي يتفاقم يوما بعد آخر.

واضطر علي جابر الحريصي إلى تحويل مزرعته إلى مسكن بسبب قلة الماء، ملمحا إلى أن الجفاف الذي اجتاح المنطقة تسبب في انحصار الزراعة وتقلص رقعتها، فهجر غالبية السكان مزارعهم ومنهم من اضطر لبيعها.

وأسف الحريصي على الوضع الذي آلت إليه مزارعهم بعد أن جفت مياهها، متذكرا جبال الحشر حين كانت خضراء قبل نحو 30 عاما بفعل غزارة الأمطار، ووفرتها، وكانت الآبار تكفي للسقيا، إلا أنها نضبت شيئا فشيئا في ظل نقص الغيث، وبات الأهالي لا يفكرون إلا في توفير المياه لمنازلهم، فهجروا الزراعة، واعتمدوا على صادرات الأسواق كخيار بديل يوفر عنهم مشقة فلاحة الأرض وصعوبتها وندرة المياه.

وأفاد سائق الصهريج علي الخالدي أنه لا يوجد في الداير سوى بئر واحدة، لمواطن تبرع بها، ويتزاحم عليها الأهالي لساعات طويلة، بدءا من قبل صلاة الفجر، للحصول على مكان لتعبئة المياه، ملمحا إلى أن الضغط والازدحام يتضاعف في الصيف بارتفاع درجة الحرارة.

وأشار إلى أن سكان الجبال لا يعتمدون على شبكات الماء، بل على الأمطار، التي تصل لخزاناتهم، وتجمع من أسطح المنازل والمدرجات الزراعية، مبينا أن السدين اللذين أنشأتهما الإدارة العامة لخدمات المياه في منطقة جازان في الداير وتحديدا في المغورة والمديرة، غير مجديين وبلا فائدة، بعد أن طمر أحدهما التراب وتلوث الآخر، بسقوط «بوكلين» داخله.

وطالب بتنظيف السدين والعناية بهما للاستفادة منهما وحتى يخففا من معاناة سكان جبال الحشر من نقص الماء، راجيا أن تلتفت الجهات المختصة وفي مقدمتها «مياه جازان» لإيجاد حلول ناجعة وجذرية لمعاناتهم مع العطش.

180 مليوناً مشاريع السقيا في الداير

في المقابل، أكد مدير عام الإدارة العامة لخدمات المياه في منطقة جازان المهندس بندر بن ناصر الجبر، أن محافظة الداير حظيت بعدد من المشروعات منها إنشاء خزانات وشبكات للمنطقة الجبلية «المرحلة الأولى» بتكلفة إجمالية بلغت 39 مليون ريال، إضافة إلى مشروعات تحت التنفيذ بتكلفة إجمالية 76 مليون ريال ومنها مشروع شبكات المياه ومحطات الضخ بالداير بني مالك، التي بلغت نسبة الإنجاز فيها 65%.

وأوضح الجبر أن نسبة الإنجاز في مشروع تنفيذ الشبكات وخزانات مياه ومحطات لمناطق شرق خزان الكرمة بلغت 90%، مبينا أن عدد القرى المستفيدة من المياه بمحافظة الداير نحو 50 قرية وبأطوال شبكات بلغت 341 كيلومترا، فيما بلغ عدد التوصيلات المنزلية 2601 توصيلة، وإجمالي عدد الخزانات 4 خزانات بسعة إجمالية بلغت 12,700 متر مكعب.

وأفاد المهندس الجبر، أن عقود مشروعات السقيا بمحافظة الداير بلغت 7 عقود بتكلفة إجمالية 65 مليون ريال، وتشمل سقيا المجموعة الثانية بجبل خاشر وفروعه والقرى المجاورة إلى جانب عقود سقيا قرى مركز عثوان وجبل طلان وقرى مركز السلف وسقيا أهالي بني مالك وسقيا مركز دفا.