-A +A
نورة محمد الحقباني
يتململ بعض أصحاب الأعمار الكبيرة ويشكون من قلة التواصل المباشر مع الآخرين، سواء في محيط العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، عندما يجتمعون في مكان واحد في المناسبات أو غيرها، وذلك بسبب انكفاء الكثير منهم على استخدام الأجهزة (الهواتف الذكية المتحركة) والانشغال بمواقع التواصل والألعاب وغيرها!.

من الجيد، استثمار تلك التقنيات في أوقات معينة واستخدامات مقننة، حتى وإن كان في مناسبة، ولكن ليس خلال الاجتماعات والنقاشات أو قبل النوم تحديداً، لأنها تصبح «عادة» يصعب الإقلاع عنها!.


ولمن لا يعلم لها آثار صحية ونفسية واجتماعية، بناء على الدراسات الحديثة، التي استقصت عن خطورة تلك الممارسات. والأدهى والأمرّ أن تنتقل تلك العادات من الكبار إلى الصغار (الأطفال)، ويصبح الآيباد أو الموبايل في يد الطفل كشاشة تلفزيون متنقلة، يرافقهم أين ماذهبوا في الطيارة والسيارة وفِي غرف نومهم!.

ولكن ماذا عن آثارها النفسية وأمراض التوحد والتشنجات وكهرباء المخ وفصل تلك الأجهزة للطفل عن الواقع؟

تظهر بسبب تلك الأجهزة، وفق دراسات طبية تحذيرية، آلام وصعوبات في الرقبة والعمود الفقري والبصر وفِي التواصل مع الآخرين ومشاركة أقرانهم وتعلم مهارات التواصل والاندماج في واقع المجتمع.

أيضاً، ماذا عن من يتواصل مع هؤلاء الأطفال في تلك الألعاب افتراضياً ؟

هل نعرفهم؟

هل أعمارهم موائمة؟

هل توجهاتهم صحيحة؟

ما مدى تأثيرهم على عقلية الطفل؟

والأهم هل المشاركون أشخاص مرسلون ويحملون رسالة مشبوهة، وهل يمكنهم استخدام أطفالنا للوصول لأهدافهم من خلال تلك الألعاب المشتركة

على الشبكة العنكبوتية؟

اعلم أنه من الممتع والعملي وتطورات المستقبل منح الطفل هذا الجهاز السحري (الآيباد)، أو ما يمكن تسميته بـ «المسكن» أو المخدر للارتياح من صراخه وإلحاحه وكثرة تطلباته، حتى تمضي إلى يومك وممارسة حياتك متملصاً من واجباتك تجاه هذا «الطفل الضحية».

إلى متى والتقنية تشارك في تربية أبنائنا وتشكيلهم من قبل أشخاص افتراضيين لا نعرفهم و لا نعلم عن توجهاتهم وميولهم؟

لا يزال البعض لم يدرك حجم خطورة تلك الألعاب التي تجتاح عالمنا الافتراضي مجتمعياً وتربوياً وصحياً، خصوصاً على الصغار، ومنها ألعاب العنف التي تدعو إلى الإرهاب وتلك التي تنتهك الخصوصية ويمكن أن تزج بالممارس لهذه اللعبة إلى مصائد النصب والاحتيال أو الاعتداء عليه أو الاعتداء على الغير!.

الأبناء أمانة، ومن المفترض أن يشدد الوالدان الرقابة ويسيطران بشكل صحيح على تقنين مشاركتهم في تلك الألعاب الخطيرة، لأن مجرد لعبة خطرة قد تقود إلى جريمة غير متوقعة!.