عماد شبلاق
عماد شبلاق
-A +A
عماد شبلاق *
أتذكر حين صدر الإعلان الأول في الصحف والمجلات، وربما إعلانات الشوارع وتحديدا في عام 2010 عن تقديم جامعة أهلية في مدينة الرياض 4 تخصصات هندسية من ضمن برامج كلية الهندسة (أولاد) وكانت بمثابة المفاجأة المرتقبة للعديد من الطلبة وأولياء الأمور والمهتمين.

الملفت للنظر في تلك التخصصات والتي لا غبار عليها أكاديمياً هو الأخير أو الرابع والمسمى بـ«إدارة تشييد»، أو إدارة بناء /‏ مشاريع «أو ربما إدارة هندسية»، Construction Management !، فالمسمى والتخصص معروفان عالميا، ويدرس في أرقى الجامعات الأمريكية (بيركلي وستانفورد) وغيرهم من الجامعات الأوروبية والآسيوية وبعض الجامعات السعودية (جامعة البترول والمعادن بالظهران) مثلا، ولكن على المستوى المتقدم وهنا تكمن الخطورة في تأهيل الطالب هندسيا ومهنيا وبالتالي استحالة استمرارية هذا البرنامج في الجامعة بشكله الحالي!.


إحصائيا، عدد الذين تخرجوا من القسم بهذا التخصص، ربما في حدود الـ 100 أو 120 طالبا على مدار السنوات الست السابقة، لم يلتحق بالعمل منهم إلا النفر القليل، ومعظمهم في مشاريع المترو للحاجة الماسة في ذلك الوقت إلى المهندسين أنفسهم وليست لتخصصهم!

بدأت المشكلة، وفعلا كما رأيتها ومنذ إنشائها في قضية التأهيل المهني وتسجيل المهندسين في النقابات المجاورة أو الهيئة السعودية للمهندسين! ما المسمى المهني الصحيح لهؤلاء الخريجين وتحت أي تصنيف يمكن إدراجهم، البعض منهم سمي مهندس مدني وهو ليس كذلك، والآخر مهندس إنشاءات وهو أيضا غير ذلك، والبعض رفض تسميته مهندسا واجتهد البعض في الهيئة ليسميه أخصائي إدارة تشييد أو مشاريع !، وربما هذه كانت الصدمة الأولى لهؤلاء الخريجين!.

أما الصدمة الحقيقية، ولقد تعاطفت كثيرا مع هؤلاء كوني من المختصين في هذا المجال، فهي سوق العمل ولقد استمعت شخصيا للكثير منهم وهم يشرحون لي معاناتهم اليومية مع أرباب عملهم ومديريهم، فلا هم مهندسون معماريون أو مدنيون، لينفذوا أعمال التصاميم الأولية المطلوبة منهم ولا هم مديرو إنشاءات Construction Managers أو مشاريع، إذ تنقصهم الخبرة العملية الهندسية في المشاريع وكيفية تنفيذها في المواقع !، إذ إن الأخيرة تدرس على مستوى الماجستير والدكتوراه بعد اكتساب المهندس الخبرة الكافية في العلوم الهندسية الأولية. في رأيي لقد ظلمت الجامعة طلابها بهذا التخصص في مرحلة البكالوريوس، والكثير منهم بدأ يتندم لهذا المشوار المربك والمحبط نوعا ما، وربما كانت هناك بعض الحلول والمخارج من هذا المأزق لدي سأشرحها لاحقا، إلا أنني أدعو الجامعة لإعادة النظرفي تركيبة هذا التخصص، وفقكم الله.

* أستاذ الهندسة القيمية وإدارة المشاريع

emad.shublaq@omrania.com.sa