إحسان عباس
إحسان عباس




عمر الشيخ
عمر الشيخ




محمد صابر
محمد صابر
-A +A
طالب بن محفوظ (جدة) okaz_online@
يثير مصطلح «زمن الأدب» جملة من التحديات على مستوى الأبعاد النظرية لقراءة المصطلح، وعلى مستوى صلاحيته في ميدان التطبيق، كما يؤكد الأكاديمي والناقد العراقي الدكتور محمد صابر عبيد، الذي يوضح بالقول: «لعل الاطمئنان إلى سلامة مصطلح «زمن الأدب» يعني ضرورة وجود أزمان أخرى لكل الأنشطة في المجالات الإنسانية الأخرى، وهذا في ذاته مشكل معرفي يحتاج إلى قدر كبير من التأمل والتدبر والفحص والاختبار والتجربة».

وأضاف: «إذا ما شئنا تأمل حركة المصطلح في ضوء مشهد العقل الثقافي العربي، فيمكننا القول إن هذا العقل مرّ بأزمان أدبية مختلفة عرفت في المدونة النقدية العربية بـ«العصور الأدبية»، وتضمنت على نحو أو آخر معنى «زمن الأدب» وفق ضوابط مدرسية معروفة لها صلة بالتاريخ والبيئة والثقافة، لكنها لا يمكن أن تجيب عن سؤال زمن الأدب بوصفه إشكالا له صلة وثيقة بطبيعة تشكيل العقل العربيّ. ربما كانت مقاربة أدونيس في «زمن الشعر» مناسبة للاحتكام إلى الميراث الثقافي العربي بوصفه ميراثاً شعرياً في الدرجة الأساس، بما يمكن أن يعني أن الزمن الأدبي العربيّ في رؤياه الثقافية هو زمن شعري في المقام الأول، يتفوق الشعري البياني فيه على الفكريّ العقلي الفلسفي على النحو الذي يبدو العقل العربي فيه عقلاً زمنياً بالمعيار الكمي لا النوعي».


أما الناقد والمحقق والأديب الدكتور إحسان عباس، فيوضح أن أهمية الزمن في النقد الأدبي، تتأتى في كون النص حركة دلالية تتنقل ضمن نظام إخفاء وإظهار، يهمّش متنا، أو يؤصّل هامشا. بحيث يكون مرور الوقت على النص، ليس مجرد معالجات واختمار، بل للوصول إلى المقاربة أو الموازنة التي تضع نصا قبالة نص، لا تقابل صراع أو موازنة حكم، بل في آلية تنقيح وحذف تتولاها نظرية الأدب، بكليتها، من جزئها الأولي المتمثل بمصادر الشعرية، على غموضها واختلافها، إلى ولادة النص الأدبي، الذي لا يقل غموضا وتعددا في المصادر التي غالبا ما يكون التنقيح جزءها المكوِّن بعدما كان جزءها المُضمَر.

وأكد أن «الزمن الأدبي» فحص صامت، ومن داخل النص الأدبي، للنص الأدبي نفسه. وإذ الأخير يتراكم ويكبر في تجارب تنطلق من ذاتيتها ورؤيتها الخاصة للعالم، ستكون نظرية الأدب تأكيدا على أن ما بدا ذاتيا، في أول النص، سيظهر موضوعيا في آخره، وما كان يظن أنه منتج فردي، سيكون جماعيا، وما تقدم على أنه ابتكار وتجديد، لم يكن أكثر من إضافة ضئيلة للغاية. نظرية الأدب هي المكان الأمثل لتوزيع الأدوار وحجم النشاطات، وفيها يظهر الدور المحدود، للغاية، بعدما مرّ زمنٌ كان فيه هذا الدور، كبيرا للغاية.

وتطرق الكاتب السوري عمر الشيخ إلى «زمن الأدب.. زمن التواصل الاجتماعي.. افتراضيا»، فيؤكد أننا نقرأ كل يوم في الصحف والمواقع الإلكترونية انتقادا لموقع (فيسبوك) وتدخله بالشعر والأدب، إذ صمم أساساً للتواصل الاجتماعي، في حين استثمر فيما بعد بجوانب عدة، لعل أبرزها دخوله إلى عواطف الكائن البشري، والذي يتحول بفعل جمله القصيرة التي يتركها على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي كأيقونة اجتماعية تدل على حاله الراهن وأخباره، وهذه التفاسير كثيرا ما تتخبط في تقييمها لأحوال الناس بعضهم بعضاً، ولكن مع تقدم العصر وسيطرة الحركة الإلكترونية على الحياة اليومية، يبدو أن جيلاً بأكمله على استعداد ليدخل في صراع التكنولوجيا والأدب والسرعة في آن! زمن الأدب.. زمن التواصل الاجتماعي الافتراضي.. صمت في حروف ونصوص إلكترونية أين بقي هنا الإنسان الحقيقي..؟