-A +A
عبده خال
منذ البدء - وقبل البدء - أقف موقف الرافض لأي حرب، فالحروب نار لا تبقي ولا تذر.

وغالبا يقع في براثنها الضعفاء ويذوقون أصناف العذاب من موت وتشريد وجوع ومرض.


وليس خافيا على أحد ما وصلت إليه الحروب في الدول العربية، إذ بدأت ثورة وسرعان ما تحولت إلى عمليات كسر العظم، فلم تكن النية قائمة على إسقاط نظام وإنما قائمة على تهشيم الدولة بجميع أركانها.

ولَم يكن حال اليمن استثناء، فالثورة أجهضت وأدخلت الدولة في دوامة من التسويات المرضية وغير المرضية حتى أوشكت على الانفصال، ومع تعددية القوى القادرة على إحداث فروقات على أرض الواقع عندها ظهرت ملامح اختطاف اليمن، فظهرت 3 قوى ( الشرعية، والحزب الوطني والحوثيون)، كل منها تسعى للسيطرة على مقدرات البلد واكتساب الحق في تسييرها.

ولَم يكن تدخل السعودية إلا استجابة لطلب الشرعية في حماية البلاد من التمزق، خصوصاً بعد ظهور القوة الحوثية مدعومة من إيران، والتي أعلنت سقوط رابع عاصمة عربية، مما يعني مواصلة تصدير الثورة الإيرانية، لتجد اليمن نفسها بين منازعة القوى الثلاث من غير ظهور بوادر لإيقاف تلك الحرب.

ومع مقتل علي عبدالله صالح تشظت قوة الحزب الوطني، إلا أنه ظل يبحث عن مغنم ليتلاقى أو يتساوى مع قوى لم تظهر بعد (الإخوان والدواعش والقاعدة)، وهنا ضاعت قوى الشرعية في حروب موزعة على امتداد اليمن، وأعتقد أن سبب عدم إنهاء المعركة كون التحالف التزم بعدم المساس بالشعب، فتحولت المعركة إلى حرب عصابات ولا يستطيع أي جيش الانتصار في حرب الشوارع، وبسبب اختلاط الحوثيين مع أفراد الشعب أدخلت اليمن في دوامة عظيمة.

ومع صراخ الشعب اليمني من فتك الأمراض كانت دول التحالف تقف بين الأمرين، فهي غير قادرة على شن حرب شاملة ولا تستطيع الدخول إلى المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، فظلت تراقب ما الذي يمكن أن تفعله القوة الشرعية من تمهيد لإنهاء حرب العصابات.

وفي كل الحالات لم يكن أحد ليرضى ما يحدث في اليمن من اختطاف الحوثي، والجميع يريد مساعدة الشعب بأي وسيلة تخفف من مطحنة الحرب سواء كان أفرادا أو حكومة.

وأن يودع خادم الحرمين الشريفين ملياري دولار في خزينة البنك المركزي اليمني كدعم لمحاربة الجوع والأمراض يصبح من مهمة الشرعية الإشراف لإيصال الغذاء والدواء إلى المناطق المحاصرة، ولو من خلال الهلال الأحمر أو أي قوة تستطيع تقليل الكارثة على الشعب، الذي يعاني الأمرين من طغيان الحوثي.