-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
عندما ختم الله سبحانه وتعالى هذا الدين الحنيف، ختمه برسول الرحمة «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، ذوو العقول البصيرة والحكيمة والفضلاء والنبلاء والعلماء وجميع من مروا عبر التاريخ، آمنوا واعترفوا برحمة هذا الدين، حتى إن اليهود والنصارى يعلمون علم اليقين أن الدين الإسلامي دين الحق، ولكن أطاعوا النفس والهوى واغتروا بالدنيا، وأنكروا حق الله تعالى مع أنبيائهم ورسلهم، فكيف بدين الرحمة؟.

هذه المقدمة جعلتني عندما قرأت رحمة إمام مسجد في أمريكيا يقال له لؤي، فيمن صنع بعنصرية (وقذارة) وقلة أدب بكتابة عبارات قذرة على حائط المسجد تنم عن العنصرية الغربية ضد الدين الإسلامي، هذه الحادثة وقعت بتاريخ 26/‏ أكتوبر في مسجد اسمه (فورتسميث)، إذ إن المتهم واجه عقوبة السجن لمدة ست سنوات أو دفع غرامة مالية، إلا أنه لم يستطع، ولم يملك ما يقوم بدفعه، فتخلى عنه جميع من حوله، فضاعت بهم الرحمة، وفقدوا توازن العاطفة العائلية الذي يحث عليه الإسلام، فأين الرحمة التي يدعون إليها؟ فهي وجدت فقط عند المسلمين، حيث ذهب إمام المسجد (لؤي) وحرر شيكا بمبلغ 1700 دولار غرامات لديفيس صانع هذه العنصرية، فانبهر ديفيس بما يُفعل معه، وأيقن أن هذه تعاليم ربانية إسلامية فنطق بقول الحق، لو كنت أعلم أنكم هكذا لما أقدمت على ذلك الفعل المنكر، فقيل «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا».


تخيلوا معي ولنصدق أن هذا العمل قام به مسلم في كنيسة، ولن يقوم به إلا شاذ منحرف يريد إفساد صورة الإسلام، لقامت الدنيا وقعدت ووصم الإسلام، وليس الشخص، بكل عار وشتيمة متحمد الله على رحمته.

فسأل إمام المسجد لمَ هذا؟ لعله يأخذ بعقوبته ويقرص أذنه حتى يتأدب ويكون عبرة، فقال: رحمة الله أوسع من ذلك، حيث قال «وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ»، ومن أجل أن نُظهر أن هذه هي أوامر الله ورسوله الكريم.

وبالفعل تحدث الإعلام الأمريكي والغربي وبنطاق واسع عن هذه الوقفة وهذه الرحمة وهو المبتغى، ولكن المعيب جدا أن إعلامنا غائب عن هذه الأحداث المشرفة والتي تسجل لنا، ونقلها حتى لو عمل لها أفلام، كما هم يعملون وبمسميات الأشخاص، إعلامنا يحتاج إلى يقظة وإلى خوف من الله عز وجل، لأن هذا فيه سؤال عظيم (وعلمك ماذا عملت به)، ويدخل في دائرة الإعلام.

كم أنا سعيد، بل وسيسعد الكثير بمثل هذه الوقفات الحكيمة الرحيمة، والتخلي عن هوى النفس من أجل إدخال الناس الدين الإسلامي الحق وحتى يعرفوه على صورته الحقيقية.