شاب يشعل النار لاستقبال ضيوفه. (تصوير: مرضي المطرفي)
شاب يشعل النار لاستقبال ضيوفه. (تصوير: مرضي المطرفي)
-A +A
«عكاظ» (عرعر) okaz_online@
يلتئم أهالي منطقة الحدود الشمالية مع حلول فصل الشتاء في المخيمات التي تنصب في الصحراء الساكنة أو في الاستراحات المفتوحة بعيدا عن النمط التقليدي للبيوت، ويطلق الأهالي على هذه الأماكن حاضنة المجالس ورفيقة جلسات السمر، حيث شبة النار أو ما يعرف بالعامية بـ«شبة الضو» التي تعكس تراث الأجداد وتاريخ المنطقة القديم.

ومع انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرودة تشهد المنطقة إقامة الكثير من المخيمات التي يجتمع فيها كبار السن والشباب مع أسرهم، إذ يتسامرون حول شبة النار التي توقد من حطب الأرطى أو السمر، وبجانبها ما يعرف بالمعاميل التي تحوي الدلة العربية والأباريق التي تعد فيها القهوة العربية والشاي، في حين تعرف شبة النار عند العرب رمزا للكرم والسخاء.


وفي تلك المخيمات المطرزة بخيوط من عبق الماضي الأصيل، يتبادل الأهالي في جو من المودة القصص القديمة التي تسترجعها ذكريات الآباء عن تاريخ المنطقة وطبيعتها مع الشواهد الشعرية والطرف القديمة.

وأوضح عطاالله المضياني أن محلات الخيام في فصل الشتاء تشهد إقبالا ملحوظا من المواطنين، وذلك لما لها من مكانة مرتبطة بتراث المنطقة، مبينا أن عادة الجلسات في الخيام خاصة في فصل الشتاء تكون أكثر جمالا، حيث يجمع كبار السن والشباب حول موقد النار ويتناولون المشروبات الساخنة كالقهوة والشاي والحليب والزنجبيل.

وذكر أنه في هذه الأثناء يسرد كبار السن قصصا قديمة تكون مليئة بالعبر والحكم والطرائف، مفيدا بأنه حريص على نصب الخيمة في بداية كل شتاء، وذلك ليجتمع فيها الأصحاب والأصدقاء والجيران، ويتم تجهيزها بجميع المستلزمات استعدادا لاستقبال فصل الشتاء.