-A +A
أنمار مطاوع
عندما ننظر إلى هذه الجملة ذات الكلمتين الخفيفتين على اللسان، التي لا تتجاوز (6) أحرف: (حط اسمي) نجد أنها مفردة ثقافية من عمق الثقافة الإنسانية. فالأهواء الشخصية تميل إلى (الكسب الأكثر) بأقل جهد ممكن.. أو بدون جهد لو أمكن. (الإنسان الجماهيري)؛ أو بالمصطلح الشعبي (الفهلوي)، يحب أن يأتيه المكسب دون تعب.. دون بذل مجهود – والله على كل شيء قدير -.

تطبيق مفهوم عبارة (حط اسمي) موجود في كل ثقافات وحضارات العالم؛ فـ(الفهلوة) تظل سمة ملازمة للإنسان بشكل أو بآخر، لكن نسبة الاستخدام وكيفيته تختلف حسب الأنظمة والقوانين.. وربما الثقافة.


بعض المشاريع والبرامج، حتى في دول العالم الأول، تظهر بأسماء أشخاص ربما لا علاقة لهم بها.. لكن لكي تظهر على أرض الواقع وتأخذ طابع التطبيق.. لا بد من (حط اسمي).

في مؤسسات التعليم، عندما يكلف الأستاذ مجموعة من الطلاب للقيام بعمل مشترك، في الغالب يقوم اثنان من الطلاب بكامل العمل، ولكنه يقدّم في النهاية وعليه (5) أسماء.. 3 منهم (حط اسمي). هذه الظاهرة تظل ملازمة لأفراد مجموعة (حط اسمي) طوال حياتهم.. بدءا من (تحضيرهم في الدوام) وانتهاء بالتقارير السنوية التي ترفع للإدارات العليا.. والقياسات فضفاضة وشاملة.

ثقافة (حط اسمي) تتماشى مع الجهات البيروقراطية الحكومية.. وتقل في القطاع الأهلي. فمن الأساس، القطاع الخاص حريص على عدم دخول أحد من أفراد هذه المجموعة لطاقمه.. وأكثر حرصا على تصفية من دخل منهم على حين غفلة.. أو تحوّل بعد دخوله.

المعضلة التي تواجه المسؤول القادم من قطاع خاص لتولي مسؤولية قطاع حكومي أنه ليس من داخل القطاع ولا يستطيع أن يفرق بين الكفاءات الحقيقية ومن وضع اسمه مع المجموعة.. وحتى لو اكتشف الحقيقة في النهاية، سيكون من الصعوبة عليه تصفيتهم.

القطاعات الحكومية تحتاج لإعادة هيكلة.. مع وضع برامج تدريبية لتأهيل معظم الكوادر الموجودة حاليا.. ليتحول الجميع إلى فاعلين في مجال عملهم. هذه البرامج ضرورة ملحة لحكومة تتطلع لرؤية 2030.. فهذه الرؤية الذكية لا يمكن أن تقوم على مجموعة (حط اسمي).. ولكنها تقوم على كوادر مؤهلة ومقننة.. لتوفير الوقت والمال والجهد. المشوار ليس قصيرا.. ولكنه يجب أن يبدأ.

anmar20@yahoo.com