-A +A
خالد السليمان
يبدو الغرب متعايشا مع نظام الملالي الإيراني، رغم كل العدائية التي يظهرها الطرفان لبعضهما منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ورغم كل التناقضات التي تجسدها قيم ومبادئ وأهداف هذه الجمهورية الدينية الرجعية مع القيم والمبادئ والأهداف الغربية!

تبدو العلاقة بين النظام الإيراني وحكومات الغرب علاقة شاذة بكل متناقضاتها التي ما زالت تبقي على شعرة معاوية مهما بالغ النظام الإيراني في تمرده على النظام العالمي، وتنمره على السلام الإقليمي، وطموحاته النووية، ودعمه للتنظيمات الإرهابية، وتدخله في شؤون جيرانه!


أحيانا لا أفهم هذه العلاقة المتناقضة، ولا أجد سوى الخضوع لفكرة نظرية المؤامرة لمحاولة فهمها، فلا شيء يمكنه أن يبرر نجاح إيران في الإفلات بتمردها على القانون الدولي سوى أنها تلعب دورا لخدمة مصالح الغرب!

بالأمس تمخضت تهديدات الرئيس الأمريكي بتقويض الاتفاق النووي زبدا سياسيا لا يختلف عن زبد البحر، فلا شيء تغير، فجعجعة الرئيس ترمب فيما يتعلق بإيران بلا طحن، أما اللافت فهو تمسك الإيرانيين الشديد بالاتقاق والتوعد بالويل والثبور في حال المساس به، في الوقت الذي كان المرشد خامنئي عند إبرامه يعتبره اتفاقا شيطانيا مس سيادة إيران فيما يشبه لعبة تبادل الأدوار بين المتشددين والمعتدلين في طهران، وفي إيران الاعتدال ليس سوى ثوب يرتديه المتشدد عند الحاجة!

في الحقيقة طبيعة علاقة زواج المتعة الشاذة بين الغرب وإيران، تنبه دول المنطقة إلى أهمية الحذر، وتعزز دوافع التصدي السعودي إقليميا لإيران لحماية أمنها ومصالحها، فمن الواضح أن الغرب «ما ينغزى به» ولا يهون السيد ترمب!