-A +A
وهكذا تتوالى جمعات الغضب على المسيطرين على الأمر في إيران، ليثبت الشعب الإيراني رفضه للقبضة الحديدية التي يطوق بها نظام الملالي مجتمعا مثقفا ومتحضرا وله تاريخ عريق كالشعب الإيراني.

إن ما حاول هذا النظام المنتهي الصلاحية والديكتاتوري القيام به في الدول العربية، ارتد عليه، خصوصا محاولاته في دول الخليج العربية، ليس ابتداء بالبحرين ولا انتهاء بالكويت، التي حاول أن يؤلب الشعوب الآمنة المطمئنة على حكوماتها، مستغلا طيفا مذهبيا معينا لتحقيق أغراضه الدنيئة.


ولم يحسب نظام الملالي وهو يتدخل كذلك في العراق وسورية ولبنان واليمن، لفرض هيمنة فئة على بقية هذه المجتمعات، أن ذلك سيرتد عليه، وسيطالب الشعب الإيراني من الكهنوت المسيطر على إيران وفق رؤية مذهبية، أن يكف عن تدخلاته التي تضر أول ما تضر المواطنين الإيرانيين.

ويكفي أن يتمعن الإنسان الإيراني في ما ارتكبه الحرس الثوري وقاسم سليماني في سورية من مجازر وعمليات إبادة وتغيير ديموغرافي طائفي، وكذلك ما جره دعم الحوثي في اليمن من مآسٍ على الشعب اليمني. ليشعر ذلك الإيراني المسكين بالخزي والعار.

إن الملالي يحصدون الآن، مع استمرار الاحتجاجات، ما زرعته أيديهم في سائر المنطقة، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.