مكارم بترجي
مكارم بترجي
-A +A
د. مكارم صبحي بترجي
تعتمد التنمية البشرية بشكل أساسي على إعطاء الخيار للفرد في مجتمع ما بأن يختار الحياة التي يود أن يعيشها، وتزويده بالعمل المناسب له من خلال توفير الأدوات المناسبة والفرص المواتية له، وتعتبر التنمية البشرية ضرورة اقتصادية وسياسية؛ فهي تساهم في الحفاظ على حقوق الإنسان وتعميق الديموقراطية والعمل الجماعي، كما أن التنمية البشرية تراعي حقوق الأقليات الدينية والعرقية، إضافة إلى المهاجرين واللاجئين.

بدأت مفاهيم التنمية البشرية تتجلى لدى الإنسان في الفترة الواقعة بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، خصوصا بعد خروج البلدان المشاركة في هذه الحرب، وهي في حالة من الصدمة من هول ما حدث؛ نتيجة للدمار البشري الهائل، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية العظيمة، حيث بدأت هذه الدول في تطوير مواضيع التنمية الاقتصادية وواكبت هذا التطوير نشأة التنمية البشرية بهف تحقيق سرعة خروج الدول من النفق المظلم والحرب المدمرة، وشملت هذه التنمية أيضا المجالات الإدارية، والسياسية، والتعليمية، والثقافية، بحيث يكون الإنسان هو القاسم المشترك الأكبر بين كل هذه المجالات، وفي ما بعد أصبح منهج التنمية البشرية هو المنهج المتبع والركيزة الأساسية التي يتبعها المخططون وصانعو القرارات لإحداث نهضة وتطور في المجتمع والوصول إلى رفاهية الفرد والمجتمع معا. أهم عوامل التنمية البشرية:


الإدارة: ويقصد بذلك اتباع الدولة أساليب إدارية جديدة متطورة، واعتماد أساليب وإستراتيجيات حديثة للتخطيط. الأوضاع السكنية: ويقصد بها ارتفاع مستوى المعيشة للفرد في دولة من الدول ولا يقصد بذلك قلة الكثافة السكانية، فدولة الصين على سبيل المثال معروفة بكثافتها السكانية العالية، ومع ذلك فهي حققت أكبر قدر من التنمية البشرية والتطور والإنتاجية في مختلف المجالات. الأوضاع في العمل: من تقسيم الأعمال وتوزيعها وارتفاع المهارات الفنية والإدارية. التقنية: باتباع التقنيات الحديثة والتكنولوجيا في مختلف المجالات. الصحة: ويقصد بها تحسين مستويات الرعاية الصحية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الحياة وانخفاض الوفيات. التعليم: بالاهتمام بالجانب التعليمي بشكل كبير واتباع أساليب وإستراتيجيات جديدة ومتطورة في هذا المجال. الأوضاع النفسية: أي توفير بيئة نفسية عامة جيدة للسكان بحيث تكون هذه البيئة بعيدة عن الإحباط. الأوضاع الطبقية: ويقصد بها تحقيق المساواة الاجتماعية. الأوضاع الاجتماعية: أي تنمية ثقافة العمل وتغيير نظرة المجتمع لبعض الحرف والمهن.

وقدمت التنمية البشرية في العالم العربي العديد من الشخصيات التي اهتمت بالتنمية البشرية ودربت مجموعات كبيرة من الناس على مواضيع متعددة منها: لغة الجسد، والإشارات التي تنبعث من الجسد، وكيفية التفكير الإيجابي وفوائده، والتفكير السلبي ومضاره، والقدرة على التحكم بالأعصاب والانفعالات، وكيفية التحكم بالمشاعر والأحاسيس والتأثير بالآخرين، والتخطيط الإستراتيجي الشخصي ومهارات التفكير والإبداع، وإدارة الوقت والأزمات، وتنمية الذات وتطوير الثقة بالنفس، وأسرار وأساليب النجاح والسعادة والتفوق، وغير ذلك من المواضيع التي تخدم النفس البشرية.

التنمية البشرية بحسب وصف الأمم المتحدة لها هي التي تضمن للناس ثلاثة أمور رئيسية هي: الحياة الطويلة الخالية من الأمراض، والحصول على المعرفة، والحياة الكريمة واللائقة بالإنسان.

Makarem@sghroup.net