بندر
بندر
-A +A
بندر السالم @alotaibibandars
كأي ثورة في العالم فإن ثورة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي الكهنوتي، سيكون أمامها خياران؛ إما الاستمرار حتى إسقاط النظام أو الاستسلام للقمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضدها، لذلك دعونا نقف وقفة تأمل مع ما سيحدث بعد الثورة، وخصوصاً ما يتعلق بدول الخليج العربي، فلو استطاعت الثورة إسقاط النظام وتشكيل حكومة جديدة بنظام جديد، فإن هذه الحكومة الجديدة ستجعل بلا شك تعزيز الهيمنة الإيرانية في المنطقة ضمن أولوياتها، إن لم يكن بسبب الحلم الفارسي القديم في استعادة إمبراطورية فارس، فسيكون بسبب الفراغ السياسي القوي في الجانب الغربي من الخليج العربي، الناتج من تزعزع مجلس التعاون الخليجي بسبب الخيانة القطرية، وارتمائها في أحضان إيران وتركيا، وكذلك موقف الجمود الذي تتخذه عُمان دائماً في كل ما يتعلق بإيران، وتردد الموقف الكويتي في اتخاذ القرارات الحازمة من أجل محاولتها تقريب وجهات النظر والذي يعتبر مستحيلاً في ظل وجود الحكومة القطرية المختطفة، هذا التزعزع سيكون مغرياً لأي نظام إيراني للسعي لتحقيق طموحهم التوسّعي في المنطقة، وإن كان الانسجام التام في المواقف بين السعودية والإمارات والبحرين قادرا بإذن الله على وأد هذا الطموح والحلم في مهده.

ولو حدث أن النظام القمعي استطاع إخماد الثورة والقضاء عليها فإنه سيحاول جاهداً إشغال شعبه عن الجرائم التي ارتكبها بحقهم عبر إشغالهم وإشغال العالم بالمشاكل التي سيفتعلها في دول الخليج عبر خلاياه وأتباعه في اليمن ولبنان وقطر وبعض أتباعه في دول الخليج الأخرى، وستكون هذه المشاكل أشد ضراوة، لأنها ستكون المتنفس الوحيد للإيرانيين لتفريغ الكبت الناتج عن القمع ويغذّيها الحقد الفارسي على العرب.


لذلك يجب على دول الخليج تعزيز موقفها ووحدتها ولن يتسنى لها ذلك ما لم تتخذ عُمان موقفاً واضحاً من القضايا المصيرية، ومالم تتخذ الكويت موقفاً حازماً، ومالم ينتفض الشعب القطري الشقيق ضد حكومته المختطفة والتي ستقوده للهاوية إذا استمرت في الانصياع لأوامر عزمي وتنظيم الحمدين.

أخيراً نتمنى استمرار الأمن والأمان لجميع دول الخليج العربي واستمرار العلاقات الأخوية بين شعوب الخليج وعودة قطر إلى عمقها الإستراتيجي في ظل قيادة جديدة تسعى لمصلحة شعبها.