ضوئية لمقال حمود أبو طالب أمس في «عكاظ».
ضوئية لمقال حمود أبو طالب أمس في «عكاظ».
فيصل الخديدي
فيصل الخديدي




ماجد العنزي
ماجد العنزي




علي البيضاني
علي البيضاني
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
أثارت مقالة الكاتب الدكتور حمود أبو طالب المنشورة «ومتى ربيع الثقافة؟»، أمس (الأربعاء) في «عكاظ»، حفيظة بعض القائمين على إدارة فروع جمعيات الثقافة والفنون، وتحفظ مديروها على إشادة أبو طالب بفرعي جدة والدمام فقط دون الالتفات لفروع الجمعية في الأطراف وتقديمها أعمالاً نوعية بإمكانات محدودة.

من جانبه، قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة علي بن خميس البيضاني باللهجة الدارجة: «الدكتور حمود ما درى عنّا، واللي ما يدري يقول بلسن»، موضحاً أن فرع الباحة قدم 134 فعالية في عام واحد، وحقق المركز الأول في الفعاليات، وفي تشكيل اللجان في المحافظات، والتمس العذر للكاتب كونه لا يتابع جميع الفروع، وهدفه استنفار الوزارة للدعم.


وعدّ صوت أبو طالب صوت الجميع كون الفنون تحتاج الدعم المادي وإعادة هيكلة للمرجعيات، مشيراً إلى أنه ليس من المقبول تجاهل خبرة أكثر من 40 عاما لجمعيات الثقافة والفنون وتنفيذ فعاليات وبرامج هيئة الترفيه بواسطة شركات وتجاهل الجمعيات.

ولفت إلى أن الفنون ليست ترفاً بل سلوك وحضارة، مؤملاً أن تسهم الرؤية بالدعم وتعطيها الاهتمام الذي يستحق مادياً وإداريا، علماً أن تطوير عمل الجمعيات تأخر كثيراً وأكثر مما كان يتوقع كما قال، مؤملاً أن يصل الفروع من الشراكات ما وصل لجمعيات الدمام وجدة كونهما في مدينتين مركزيتين على مستوى الشركات الكبرى ومنها أرامكو ومستوى رجال الأعمال.

فيما يرى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك ماجد العنزي أنه في الوقت الذي اتسعت فيه مساحات التفاؤل مقرونة بمطالب المثقفين بتحويل الثقافة والفنون من منتج هامشي إلى عنصر إستراتيجي للدولة، إلا أن معشر العاملين في هذا القطاع لم يروا تحركا واضحا ولا خطوات عملية مفصلية تسهم في الانطلاقة الحقيقية لرسم السياسات والخطط التي تضع الثقافة والفنون والآداب في مكانها الطليعي لتصبح جزءا من تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، ورافدا حضاريا واقتصاديا للبلاد، وهو ما أكدت عليه «رؤية ٢٠٣٠».

ودعا العنزي إلى تفعيل الدور التثقيفي لجمعيات الثقافة والفنون ودعمها للإشراف على فعاليات فنية مبذولة للمجتمع، كون التفعيل يحسن وعي المجتمع بهذه الفنون بما تعززه من قيم وثقافة ووعي. أما مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي، فقال: «بالرغم مما تقدمه جمعيات الثقافة والفنون من برامج وفعاليات في حدود إمكاناتها الضئيلة والضعيفة، خصوصا وهي البيئة الحاضنة للفن باعتباره القيمة الإنسانية الجمالية التي نراهن عليها أمام الآخر كإحدى القيم الخلاقة، إلا أن الجمعيات تحتاج إلى جهد كبير وواضح وصريح، بدءا من الدعم المادي الذي ما زال الأمل والتفاؤل يحدو مديريها، بأن يتم النظر في الملف الشائك ودعم ميزانيتها السنوية، وتغيير مفهوم الإعانة التي تحصل عليها سنويا وتحويلها إلى ميزانيات واضحة وصريحة تراعي الجانب التنموي والتثقيفي الإنساني».

ودعا السروي إلى ربط فروع جمعيات الثقافة والفنون بوزير الثقافة والإعلام مباشرة لوضع حلول إجرائية صريحة تكفل لها ولو بالحد الأدنى الحضور المشرف كعادتها، مؤملاً توفير بنية تحتية حقيقية بإنشاء مقرات جاذبة ذات مواصفات عالية تحتوي على قاعات تدريبية مؤهلة وتسير وفق تقنيات العصر ودور عروض للأفلام.

وعدّ السروي استقلالية الجمعيات ماليا الأهم في صنع قرار صحيح ورسم خريطة واضحة للجمعيات ومصفوفة تغيير تبدأ خطوتها الأولى في إيجاد مداخيل حقيقية وتغيير مسمى الإعانة لميزانيات، موضحاً أن اللجان بفنون أبها قدمت ٦٨ فعالية ومنشطا في عام دون أي ميزانية، واتباعاً لمبدأ الشراكات، إذ شاركت مع جهات عدة في أكثر من فعالية، مثل جامعة الملك خالد في تقديم مهرجان المسرح السعودي الأول للجامعات. ‏ وأوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي، أن الجمعيات أحق بنصيب الأسد من الميزانيات، كونها تقدم ثقافة وفنونا ومسرحا وفلكلورا وتصويرا وتشكيلا، وتسهم في تأصيل الاعتدال بين الشباب من خلال استثمارهم ثقافياً، وتطلع الخديدي إلى عودة الفنون إلى مجدها، مبدياً خشيته من وأد الفنون من خلال وأد المواهب، كون العديد منهم هرب لعدم التمكن من احتواء القدرات وتوفير مكافآت مجزية، مؤملاً أن تحقق الشراكات إنجازات لافتة ترضي طموح الدكتور حمود شأن فروع الدمام وجدة.