-A +A
سعيد السريحي
حصلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على المركز السابع دوليا في عدد براءات الاختراع المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مركز تقدمت فيه على عدد من الجامعات العالمية ذات السمعة العلمية العريقة، وهو إنجاز استحقت عليه الجامعة تهنئة وزير التعليم، وتستحق منا جميعا تثمين ما تنجزه في مجالات البحث العلمي، وإذا ما ضممنا عدد براءات الاختراع التي سجلتها جامعة البترول إلى عدد الاختراعات التي سجلتها جامعات سعودية أخرى ومراكز أبحاث مختلفة فإن بإمكاننا أن نجد أنفسنا أمام قوائم من الاختراعات لا ينقصها إلا شيء واحد فقط، وهو أن نراها ماثلة أمامنا لا يستفيد منها السعوديون فحسب، بل يستفيد منها الناس جميعا كما نستفيد نحن من تلك الاختراعات التي لا تكتفي الدول المتقدمة بتسجيل براءة اختراعها وإنما تحولها إلى منتج يحقق لها استثمارا جيدا ويحقق للبشرية فائدة جيدة كذلك.

إن الاختراعات التي تنتهي عند مرحلة الحصول على براءة اختراعها تشبه تلك الرسائل العلمية التي تنتهي عند منح من كتبوها درجة الماجستير أو الدكتوراه لكي تبقى بعد ذلك محفوظة في أرشيف الجامعات مثلها مثل معاملات الصادر والوارد، ولا فرق، فهذه حصل صاحبها على براءة اختراع وتلك حصل صاحبها على درجة علمية.


من هنا فإن الواجب على الجامعات أن تعمل جهدها لتحويل ما تنجزه من اختراعات إلى منتجات قابلة للتسويق قادرة على سد ثغرة في مجال الصناعات، كما هي قادرة على إفادة الناس وتسهيل سبل العيش لهم، دون أن يتوقف دورها عند تسجيل تلك الاختراعات.

وإذا كانت جامعة البترول قد استحقت تهنئة وزير التعليم، فإنها سوف تستحق تهنئة المواطنين جميعا حين تحول براءاتها التي أهلتها للمركز السابع عالميا إلى منتج يستفيد منه بحاجته من المواطنين، أو منتج يسهم في تطوير البحث العلمي وتقدم البشرية.

Suraihi@gmail.com