-A +A
عبدالله عمر خياط
أين هي دار الأرقم التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي فيها بالمسلمين الأوائل في مكة سراً، وكان منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. بهذا السؤال أستهل به مقالي اليوم ؟

والجواب: أنها دخلت في توسعة الحرم المكي، وكانت تقع في الجهة الشرقية من الحرم، وهي على بعد 50 أو 100 متر من الصفا، وكانت فيها دار الخيزران، ولعلها أم الخليفة العباسي الهادي، ثم وافق الملك عبدالعزيز على بناء مدرسة دار الحديث مكانها، ولكن التوسعات المتعددة في عهدنا السعودي الزاهر هذا قد استوجب هدم دار الحديث وضم الأرض إلى محيط المسجد الحرام، وبالقرب من موقع دار الأرقم تقع مكتبة مكة المكرمة في المكان الذي ولد فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمكتبة مكان مناسب لتأسيس مكتبة علمية تنوِّر أذهان وأفئدة روادها كما كان صاحب المولد عليه الصلاة والسلام سراجاً منيراً للبشرية.


غير أننا علينا أن نعترف أن نفراً منا تلبستهم فوبيا (الخوف) من الشرك، فلهذا السبب اندثرت معالم كثيرة من آثارنا ومنها دار الأرقم بن أبي الأرقم ومسجد الحديبية وسقيفة بني ساعدة بالمدينة المنورة وغيرها من مواقع الآثار الكثيرة في مملكتنا العزيزة.

وإذا كان الدكتور فاروق جويدة قد رفع عقيرته بالشكوى في مصر بعد اكتشاف سرقة 23 ألف قطعة أثرية فنحن بحمد الله لن نتعرض لمثل ذلك، فمن يستطيع أن يسرق غار حراء أو جبل أُحد، أو مدائن العلا أو جبال أجا وسلمى حيث كان حاتم الطائي أو جبل التوباد حيث عاش قيس بن الملوح.

ولكن علينا إعطاء مزيد من الاهتمام لآثارنا ومزيد من الإنصات لمطالبنا، ومن ذلك عمل التلفريك من قمة غار حراء إلى السفح.. ولعمري إن في ذلك تجارة رابحة.

ومن إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة إقامة سوق عكاظ قبل 10 سنين في مدينة الطائف، وذلك بعد أن خمد نحو 1300 سنة لأنه عفا عليه الزمن واندثر من النشاط في عام 129 هجرية، فجاء الأمير خالد، جزاه الله خيراً، وأنعشه وأحياه وصار منتدى في كل عام للشعراء والأدباء والمثقفين.

والذي نأمل من سمو الأمير خالد خطوة تالية بتأسيس خدمة التلفريك إلى غار حراء، وحل مشكلة ضيق المكان دون المساس بما تثيره في النفس من روعة، لأن الوفود التي تفد إليه تحتاج إلى متسع من المساحة وتنظيم الدخول إلى الغار والبقاء عدة دقائق فيه لمن يصل إليه.

السطر الأخير:

وقفة بالعقيق نطرح ثقــلاً من هموم بوقفة في العقيق.

aokhayat@yahoo.com