-A +A
عبده خال
لم يكن أي مواطن يظن أننا سوف نقفز هذه القفزات المهولة في إحداث تغيرات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، فما حدث من تغير وإرساء أنظمة تنظم الحياة الاجتماعية، قد تطول ولا تقصر، إلا أن ما حدث من تغيرات وأنظمة ومحاربة أي فساد من أي كائن كان.. سرعت بتحقيق حلم لم تتعب من أجل تحقيقه، ودائما أقول إن الدولة سابقة المجتمع بمراحل، وإنها هي التي تقودنا إلى تحديث من خلال حلحلة أي تعصب اجتماعي بقرار سيادي، يمكن العملية التحديثية أن تكون واقعا، بعد أن كانت من سابع المستحيلات، والأمثلة كثيرة.. وعندما حدثت التحديات العالمية لجميع الدول الباحثة عن مستقبل زاهر، من خلال تغير الأنظمة الاقتصادية والدخول في مواءمة مع النظام الاقتصادي العالمي، والسير في خطة إستراتيجية من خلال رؤية 2030، كان هو الموعد لكل الدول التي يكون الموعد كفيلا بأنها غدت دولا راشدة، ذات مداخيل متعددة للدخل الوطني، وذات أنظمة تشريعية قادرة على استيعاب كل ما من شأنه خدمة العلاقات الدولية التجارية، كما أن الدول الموعودة بتحسين وضعها إلى 2030، هي المدة المعطاة لأن تكون الدولة في المستقبل أو خارجه.

وفي خضم الأحداث المتسارعة نلحظ بوضوح أن سياسة الدولة تخلت عن سياسة الصمت، وأقدمت على الظهور بالموقف الجاد والصارم، سواء تعلق الأمر بالداخل أو في الخارج، ويمكن استيعاب ما يحدث في الخارج بأنها سياسة تسعى إلى المحافظة على مصالحها الدولية والإقليمية، وصون سيادتها وتحقيق أمنها الداخلي من أي اعتداء، أو الكشف والتشهير بأي محاولة لخلق الفوضى وفكفكة اللحمة الداخلية.


وما تقوم به الدولة أمر مشروع تماما، بغض النظر عما يقال عنها في وسائل الإعلام الخارجي، وإن كان في هذا الأمر حاجة لمن يشرح المنطلقات والدوافع التي أدت للواقع الحادث، وأن لا يكون الشارح متمكنا من الإنشاء فقط، وإنما متسلح بالأدلة والبراهين.

ويصبح الوضع الداخلي هو (الشقيقة) التي تؤلم، ما لم يتنبه كل منا لدوره الوطني، سواء كان كبيرا في انتمائه الأسري أو القبلي أو كان مواطنا وحسب.. فكل منا داخل الوعاء الوطني هذا، أو على ظهر هذه السفينة، وليس لأي أحد مهما كبر مقامه أو صغر، ليس له الحق في خرق هذه السفينة، فجميعنا يخاف الغرق، ويخاف فقد الأمان، ويخاف من أن يتحول إلى لاجئ، ويخاف من أي فوضى تفقدنا راحة البال.

وإذا أراد الكبار أو الصغار سحبنا لهذا المصير المظلم، فلن يجد من يعينه على دفعنا لهذا النفق، والدولة لم تترك حيزا، أو الارتهان لما يقال من دسائس أو تحريض، ويصبح خوفنا مما يفعله الكبار ويقع فيه الصغار.