-A +A
سعيد السريحي
وضعت طفلة لم تتجاوز الـ11 من العمر حدا لحياتها، وذلك حين شنقت نفسها بشالها في حافة دولاب الملابس، ذلك خبر مؤسف لا نملك إلا أن نسأل الله الصبر والسلوان لذويها، ونسأل الله لها الرحمة، وليس لمتنطع أن يتصدى بالقول إنها انتحرت، ذلك أنها طفلة دون سن التكليف.

مؤسف أن تموت تلك الطفلة بهذه الطريقة، غير أن الأكثر إثارة للأسى والأسف أن يمر موتها بسلام، فلا يلتفت له أحد من المختصين في علم النفس وعلم الاجتماع، فيدرس هذه الحالة التي تدفع بطفلة إلى شنق نفسها، واحتمال أنها كانت تلهو وارد، غير أن للحادثة احتمالات أخرى، نفسية واجتماعية لا يمكن البت فيها دون دراستها دراسة جادة.


وحين نتحدث عن الأسباب النفسية والموضوعية، فإننا لا نعني مطلقا تعرض الطفلة للتعنيف على نحو حملها على فعل ما فعلت، وإنما نعني به تداخل جملة من العناصر، التي تبدأ بالمرض النفسي وتنتهي بضغوط البيت والمدرسة والصديقات والمجتمع، وأسلوب التربية وتأثير مواقع التواصل وأفلام الجريمة والألعاب الإلكترونية.

حادثة هذه الطفلة إن لم تتبعها دراسات علمية جادة، يمكن لها أن تسهم في حماية الأطفال من مواجهة المصير نفسه، فمعنى ذلك أن ليس لدينا علماء نفس، وإن كثر أولئك الذين يدعون حصولهم على أرقى الشهادات العلمية في هذا المجال، كما أنه ليس لدينا علماء اجتماع حتى وإن فاضت عنهم الجامعات والمجتمعات، أو أن لدينا هؤلاء وأولئك غير أنهم مشغولون بما يعقدونه من دورات ويقدمونه من استشارات يجنون من ورائها ربحا هو غاية ما كانوا يطمحون إليه، حين اختاروا علم النفس وعلم الاجتماع ليتخصصوا فيه.

suraihi@gmail.com