-A +A
خالد السليمان
أسمج نكتة قرأتها أمس أن رئيس لجنة حقوق الإنسان القطرية يطالب بمحاكمة دولية للمستشار بالديوان الملكي والمشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني بسبب انتقاداته اللاذعة لسياسة السلطة القطرية !

في الحقيقة لا ألوم السلطة القطرية على حنقها على المستشار القحطاني، فلأكثر من ٢٠ عاما كانوا يظنون أنهم يهزون عروشا، ويسقطون حكاما، ويحركون شعوبا، ويسيرون حشودا، ويصنعون أوهاما، فجاء «مغرد» سعودي واحد ليطير صوابهم ويسقط أوراق توتهم الذابلة خلال أسابيع معدودة !


التهم الموجهة لتغريدات القحطاني هي التحريض والتأليب وبث خطاب الكراهية والعنف ضد قطر، وهي مسميات تهم لا تبدو غريبة إطلاقا، فقد ترددت طيلة عشرين عاما لوصف ما تبثه وتنشره قناة الجزيرة القطرية وملحقاتها من وسائل الإعلام القديمة والحديثة، ما ظهر منها وما بطن !

فإذا كان هناك من يستحق المحاكمة الدولية بتهم بث خطاب الكراهية والتحريض على العنف وتأليب الشعوب، فهي السياسة القطرية وأدواتها الإعلامية، التي كانت رحم ولادة الإرهاب، وثدي رضاعته، وحضن رعايته، ونافذة إطلالته !

في الحقيقة، ما ارتكبته السلطة القطرية من جرائم التآمر على أمن واستقرار جيرانها، وإشعال حرائق الخريف العربي التي مزقت أوصال الوطن العربي وأراقت دماء شعوبه يكفي ليس لعقد محاكمة عاجلة وحسب، بل ربما لتنفيذ حكم إعدام بلا محاكمة !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com