-A +A
«عكاظ» (إسطنبول) okaz_online@
الحالة الإيرانية السياسية والعسكرية على الصعيد الداخلي لم تعد سهلة، ورغم أن وسائل الإعلام تقلل من أهمية ما يجري إلا أن حالة ارتباك حقيقي بدا على الأرض السورية بشكل واضح منذ بدء الاحتجاجات الأسبوع الماضي.

ولعل المشهد السوري هو الأكثر قدرة في التعبير عن الحالة الإيرانية العسكرية، ذلك أن سورية هي الصندوق الأسود للنظام الإيراني. فمنذ يومين قال مسؤول إيراني إنه قتل في سورية أكثر من 2000 أفغاني دربتهم إيران على القتال في سورية. المهم في هذا التصريح توقيته، إذ إن المسؤول الإيراني كان يريد القول إنه ما من قوات إيرانية في سورية وإنما ميليشيات تقاتل هناك لتخفيف الغضب الشعبي الذي بات يرفض أية مغامرة عسكرية إيرانية خارج الحدود.


وقد تصدر المشهد السوري الاحتجاجات الإيرانية، وانبثقت شعارات واضحة ضد السياسة الإيرانية في سورية وفي المنطقة عموما، تريد كبح جماح التدخلات الإيراني.. لكن السؤال الكبير هنا «هل تنسحب الميليشيات الإيرانية من الجحيم السوري؟»

وفي هذا السياق، أكدت مصادر متطابقة في الفصائل السورية المسلحة أن الجبهات التي كانت تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية باتت أقل خطورة منذ الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن التقدم في ريف حماة وإحراز انتصارات ضد قوات النظام يعود إلى تراجع الوجود الإيراني هناك.

ورجح مصدر مطلع في الفصائل العسكرية المسلحة في تصريح إلى «عكاظ» أن تكون إيران قلصت من وجودها في بعض المناطق في سورية، وذلك بالتزامن مع الاحتجاجات العارمة التي اندلعت الأسبوع الماضي.

ولفت إلى أن القوات الإيرانية كانت هي من يعطي الأوامر لعناصر النظام، مؤكدا أنه من خلال التنصت على مواقع النظام عبر الاتصالات اللاسلكية، لوحظ تراجع العنصر الإيراني، إذ باتت العمليات يقودها وينفذها عناصر من قوات النظام السوري.

وأكد خبراء عسكريون، أن حاجة النظام الإيراني إلى بعض الميليشيات لقمع الاحتجاجات، قد تجبره إلى الاستعانة بالمقاتلين من سورية، خصوصا الميليشيات الأفغانية والباكستانية، فضلا عن بعض الخبرات في الحرس الثوري التي تقاتل في سورية.

في كل الأحوال، لم يعد بإمكان إيران غض الطرف عن تنامي موجة الاحتجاجات ضد سياستها التدميرية على المستويين الداخلي والإقليمي، وفي حال مضى النظام الإيراني في تحدي إرادة الشعب، فإن الكفة في الغالب ستميل للإرادة الشعبية التي ترفض كل ما يفعله هذا النظام.. ستكون سورية في الأيام القادمة محطة المراقبة الحساسة للأفعال الإيرانية ومن خلال ما يجري هناك، سيكون تفسير السلوك الإيراني بكل تفاصيله.