الزميل جميل الذيابي متحدثاً في المنتدى أمس بالمنامة.
الزميل جميل الذيابي متحدثاً في المنتدى أمس بالمنامة.
-A +A
سعد الخشرمي (المنامة) salkhashrami@
دعا رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الزميل جميل الذيابي الكويت وعمان إلى اتخاذ موقف أكثر صراحة من الأزمة القطرية، معتبراً، في معرض حديثه عن الجهود المبذولة لحل الأزمة، أن قطر أضفت معنى غير مسبوق لمفهوم السيادة الوطنية «يشمل إطلاق الحرية للدولة ذات السيادة لتمارس دعم الإرهاب، وتشجع تمويله، والتدخل في شؤون الدول الأخرى».

وأكد تمسك مقاطعي قطر بما يمكن تسميته الاستمرار في «الفضح والكشف لسياساتها وممارساتها وتصرفاتها»، خصوصاً أن هذه القوى استبعدت تماماً أي تدخل عسكري ضد قطر، وترفض ذلك. وتساءل الزميل جميل الذيابي قائلاً «ماذا لو أن الكويت وعمان قطعتا علاقاتهما مع الدوحة، أسوة بالدول الخليجية الثلاث. ماذا كان سيحدث لقطر؟ أليس ذلك سيسبب لها اختناقا أكبر. وسيكون الارتباك العنوان العريض لتفكيرها وسياساتها. ولن تجد طرفاً خليجياً مستعداً للقيام بدور الوسيط لإعادتها للمنظومة الخليجية».


ووصف تحركات الدول المتضررة من التصرفات القطرية قبل 2013 بـ«دبلوماسية الصبر» أو ما يسمى خليجيا بـ«حب الخشوم» والقبول بترحيل الحلول، عسى ولعل أن تعود الدوحة لرشدها، وعسى ولعل أن تنجح الاتصالات غير المعلنة بين الدول الخليجية وقطر في تسوية المشكلة في إطار البيت الخليجي الموحد، وبشكل يخرج منه مجلس التعاون الخليجي أكثر قوة وتماسكاً.

وأكد أن خروج الحمدين من السلطة كان أحد عناصر نجاح التسوية، إضافة إلى قبول قطر مطالب الدول الخليجية المتضررة، وتوقيع أميرها الحالي تميم بن حمد على وثيقتي اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014 «وهو ما يعني ضمناً تسليم قطر بصحة الاتهامات المنسوبة إليها خليجياً. وهي إحدى أكبر نقاط ضعف الموقف القطري حيال الأزمة المندلعة في 5 يونيو 2017». ولفت الذيابي إلى أن قطر سعت إلى الافتكاك مما ألزمها به في اتفاق الرياض بين عامي 2014 و2017، بالتوغل في ما أخذ عليها. فعمدت إلى بناء علاقات أوثق مع إيران. وأضحت شريكاً لإيران في إراقة الدم الخليجي في اليمن، من خلال دعمها المالي للحوثيين والمتطرفين، ومن خلال استغلال عضويتها في «التحالف العربي» لإعادة الشرعية والاستقرار لليمن لتمرير إحداثيات مواقع قوات التحالف، خصوصاً الإماراتية، ليتمكن الحوثيون المدعومون من إيران من استهدافها.

وأضاف «في الوقت نفسه، رفضت قطر تنفيذ الاتفاق معها بشأن إبعاد الجماعات المتطرفة التي جعلت الدوحة عاصمة لتنظيماتهم الإرهابية الغادرة، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، الذين تقوم آيديولوجيتهم على إلغاء الحدود السياسية بين الدول لتكوين دولة إسلامية واحدة يحكمها الإخوان. ومن غباء القيادة القطرية أنها لم تستبصر أن تلك الإستراتيجية الإخوانية ستنتهي أيضاً بابتلاع قطر نفسها، لتصبح مجرد ولاية في الدولة الإخوانية، وهنا استشهد بقول للقطرية منى السليطي في مقابلة تلفزيونية: «إن شوارع الدوحة تتحول تدريجيا إلى أشبه بطالبان».