قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الاثنين إن الاحتجاجات التي هزت إيران ليست موجهة إلى الاقتصاد فحسب، وذلك في تصريحات تشير إلى أنها تستهدف أساسا المحافظين المتزمتين الذين يعارضون توسيع نطاق الحريات الفردية في الداخل وتعزيز الوفاق في الخارج.
كما دعا الرئيس روحاني الذي هزم مرشحين متشددين مناهضين للغرب وفاز في الانتخابات العام الماضي إلى رفع القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المحتجون المناهضون للحكومة .
ونقلت وكالة تسنيم الإخبارية عن روحاني قوله "سيكون تحريفا (للأحداث)، وكذلك صفعة للشعب الإيراني، القول إن مطالبه كانت اقتصادية فقط".
وأضاف "الشعب له مطالب اقتصادية وسياسية واجتماعية".
وبدأت الاحتجاجات على فساد النظام ودعمه للإرهاب والتنظيمات الإرهابية وزعزعة استقرار المنطقة إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب والطبقة العاملة وامتدت إلى أكثر من 80 مدينة وقال مسؤولون إيرانيون إن 22 قتيلا سقطوا خلالها وألقت السلطات القبض على أكثر من ألف شخص.
واكد حامد شهرياري نائب رئيس القضاء الإيراني اعتقال قادة الاحتجاجات وإنهم سيعاقبون عقابا شديدا وربما يواجهون عقوبة الإعدام.
وأكدت نائبة إيرانية اليوم الاثنين وفاة أحد المحتجزين في السجن.
ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن طيبة سياواشي قولها "هذا شاب عمره 22 عاما ألقت الشرطة القبض عليه. وتم إخطاري بأنه انتحر في السجن".
وكان كثير من المحتجين شككوا في سياسة إيران الخارجية في منطقة الشرق الأوسط حيث تدخلت شؤون دول المنطقة بينها سورية والعراق.
أثار الدعم المالي الذي تقدمه إيران لجماعة حزب الله الإرهابية أيضا غضب الإيرانيين الذين يريدون أن تركز الحكومة جهودها على المشاكل الاقتصادية المحلية.
وردد روحاني بعضا من العبارات التي تميزت بها حملته الانتخابية فقال اليوم الاثنين إنه يجب السماح للمواطنين بانتقاد جميع المسؤولين الإيرانيين دون استثناء.
ووجه المتظاهرون غضبهم إلى الفساد الحكومي والأسعار المرتفعة،ودعا المتظاهرين إلى تنحى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقال روحاني "لا أحد بريء. وللناس انتقاد الجميع".
كما رفض روحاني الدعوات التي يطلقها رجال الدين المتشددون الذين طالبوا الحكومة بمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بشكل دائم.
وقال روحاني "استخدام الناس لوسائل التواصل الاجتماعي يجب ألا يقيد بصفة دائمة. ولا يمكن أن نتصف باللامبالاة حيال حياة الناس وأعمالهم".
ونشرت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني تغريدة على تويتر اليوم الاثنين قالت فيها إن روحاني يصر على ضرورة الإفراج عن كل الطلبة المعتقلين.
وقال وزير التعليم محمد بطحائي اليوم الاثنين إن كثيرين من التلاميذ بين المعتقلين وإنه يطالب بإطلاق سراحهم قبل موسم الامتحانات.
وفي الأسبوع الماضي قالت منظمة العفو الدولية إن أكثر من ألف إيراني اعتقلوا محتجزون في سجون «تشتهر بالتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة خلال الأيام السبعة الأخيرة» وإن كثيرين محرومون من الاتصال بذويهم ومحاميهم.