-A +A
مها الشهري
كنا نرى الإعلانات التجارية تأتي تلقائية، وللمتلقي حرية الاختيار في المشاهدة أو اللامبالاة، لكن الأمر مكلف على الشركات والمؤسسات للصناعة الإعلانية الجاذبة للمتلقي، خصوصا إذا وجد المنافس، وبعد اكتساح الظاهرة التسويقية لسوق الإعلانات من خلال مشاهير الإعلام الاجتماعي، أصبحت مهمة الإقناع من خلالهم بمقدار ثقة جماهيرهم بهم، وكان من المتوقع بأنها ظاهرة غير مستدامة وستفقد الجدوى مع نضوج الجماهير وتغير اتجاهاتهم التي ما زالت ستتغير.

أصبحت الجماهير تقيِّم جودة السلع قبل تجربتها من حديث المسوقين عنها، فيما أن المسوقين قد اعتادوا على عرض المنتجات التي يأخذونها بالمجان، فضلا عن ضمان الربحية، حتى تجاوزت الإعلانات فكرة التسويق الذكي والظهور التلقائي إلى حالة الإقناع، هذا لا يعني القول أنهم على خطأ، بل على العكس هذا حقهم، ولكن الاعتماد عليهم في التسويق والإعلانات هو الخاطئ، وبالمقابل انخذل البعض في تجربة ما يقدم من خلال هذا النوع من الإعلانات، حتى أن بعض المشاهير في حالات معينة إذا أراد الحديث عن منتج قام بتجربته على المستوى الشخصي لتوضيح الفائدة منه يكون مضطرا للتبرير بأنها ليست دعاية بسبب امتعاض الجمهور من الأساليب الدعائية التي لم تعد تلائمه، بمعنى أن هذا التسويق بدأ يفقد مصداقيته، فالناس أخذت في تفسيرأي شيء على أنه كذلك وكأن الجمهور يتذاكى على الاستغفال الذي عانى من الشعور به بسبب التسويق الخاطئ.


التسويق التجاري للسلع أو الخدمات من خلال المشاهير يأتي بقياس القاعدة الجماهيرية التي لديهم، ولكنها في الوقت نفسه لا تتناسب مع الطرح الذي تجمهر الناس حوله وعرفوهم عليه، ما أنتج لنا حالة من التخبط وقلة المسؤولية وانعدام الثقة، فضلا على أن الإعلانات والتسويق لها طرقها الفنية ومواضعها المحددة التي كان من المفترض أن تخاطب الجماهير بطرق إيحائية خارجة عن أساليب الوصاية على عقولهم، الأمر الذي لم نشاهده بهذه الكثافة، إلا عند بعض مشاهيرنا العرب، فلا بد من إعادة الأمور إلى نصابها واللجوء إلى الأساليب الأكثر مهنية في التسويق وأكثر احتراما لعقول الجماهير.

maha3alshehri@gmail.com