-A +A
تجيء إطلالة عام 2018 ووتيرة الاحتجاجات والمظاهرات في المدن الإيرانية في تصاعد مستمر ومتوال، ولم يقتصر الأمر على المدن المشهورة بتمردها ورفضها لحكم الملالي، وبالذات في مدن الأحواز، بل تصاعد وامتد إلى مدن ذات ثقل صفوي عميق، تعتبر مصدر قيادات الحكم الصفوي في إيران مثل مسقط رأس قاسم سليماني. إن الواقع الرافض لحكم الملالي ونظريته في تصدير الثورات والثروات خارج إيران أصبح أعلى صوتا، ولفت انتباه العالم، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن طموحات إيران التوسعية لم تلق بظلالها على المحيط الإقليمي بل وصلت إلى العمق الإيراني، وصارت بدون أي دعم شعبي.

فالملايين الذين ذاقوا الجوع والقهر والتشرد في ظل حكومة تصدر المليارات إلى عملائها الإرهابيين في كل العالم، لم يعودوا يتحملون وجع الصمت ولا ألم الجوع، وخرجوا معبرين عن صوتهم المقهور بكل وضوح، إلى حد أن آذان العالم المغلقة حست بهم.


إن واقع الحكومة الإيرانية وسيطرة نظام الملالي عليها لم يقوضان أركان الدولة ولا أهدر طاقات البلد فقط، بل صارا مصدر خطر على العالم وعلى شعبه، ولا بد لدول العالم المسؤولة أن تعي هذه المأساة وتمد يد المساعدة لهذا الشعب المقهور، وتساعد على منع الضرر عن باقي دول العالم.

إن نهاية الدولة المتعطشة للسيطرة والملطخة بالدماء صارت قاب قوسين أو أدنى، وسوف تكون نهاية تاريخية، كتب حروفها الأولى الشعب الإيراني المقهور بتضحياته وثورته الصادقة ضد النظام الكاذب.