-A +A
خالد السليمان
في متجر المواد الغذائية التي اعتدت التسوق منه، لاحظت تغيرا في بطاقات أسعار السلع، فطلبت من أحد العاملين تفسيرا لذلك، فأكد بأن الأسعار تخص التحضير لتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وأن السلعة تباع اليوم بسعرها القديم وهو ما تأكدت منه عند المحاسب !

في الحقيقة راقبت كثيرا من المتسوقين فلاحظت أن أغلبهم لم يتوقف عند أرقام بطاقات الأسعار الجديدة، مثلهم مثل كثير من المستهلكين الذين يشترون البضائع دون النظر لسعرها، أو يتفحصون قوائم المطاعم والمقاهي دون النظر للأسعار، وهذا خطأ كبير فالمستهلك هو الرقيب الأساس، وهو خط الدفاع الأول عن حقوقه، فلماذا يتخلى عن دوره الرقابي أو يتساهل في التدقيق في فواتيره؟!


غدا يبدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة VAT، وسيعمل مراقبون رسميون على ضمان تطبيقها بالشكل الصحيح وعدم استغلالها للتكسب من بعض المتاجر التي لا تنطبق عليها شروط تحصيل الضريبة، لكن الرقيب الأول هو المستهلك، وعليه أن يعي تماما أن التدقيق في الفاتورة لا يعيبه ولا ينتقص من «برستيجه»!

من المهم أيضا أن تعمل هيئة الزكاة والدخل على توعية الناس بحقوقهم، والدفاع عنها، فهناك من بدأ بتحصيل الضريبة في السداد المبكر لخدمات مؤجلة، مثال ذلك رسوم بعض الجامعات الأهلية للفصل الدراسي الثاني، وهذا خطأ لا يملك الناس وحدهم مقاومته دون تدخل الجهات الرسمية، لذلك يجب أن يكون هناك تجاوب فاعل مع الشكاوى والاستفسارات لضمان انضباط تطبيق الضريبة منذ اليوم الأول، ولا تصبح وسيلة لتكسب بعض تجار الجشع !