-A +A
مها الشهري
هناك استياء تجاه تطوير أجهزة الرصد الآلي لمخالفات السير بمقابل الاستهتار والتمرد، ربما يكون نظام المرور هو الأكثر دراية بما يحدث من قبل بعض الشباب الذين يسكنون في الشوارع ويقضون أوقاتهم فيها أكثر مما يفعلونه في بيوتهم ومع عائلاتهم، وأصبحت هذه الفئة تشكل عبئا على المجتمع بدلا من أن تكون من أهم دعائمه، فهناك من يتباهى برصد المخالفات ويعتبر نفسه متخلفا بين أقرانه حين يكون نظاميا!

الفرد الذي يولد في بيئة غير منظمة تفتقر إلى القوانين سيشعر بالقهر والظلم إذا فرضت عليه الأنظمة، وهو بالتالي يجد صعوبة في تعديل سلوكه وعاداته، ويظهر عاجزا عن التقيد بالنظام، يجد نفسه مضطرا ليسلك طريقا يعرف في قرارة نفسه بأنه خاطئ، ثم يحاول الاحتيال إزاء شعوره بالظلم كي يثبت لنفسه بأنه المتفوق، وقد ورد في آراء البعض بأنه يجب التعريف بالنقاط التي ترصد المخالفات في الطرق لكيلا يُظلم الناس، بينما ذلك ليس الحل، لأن السائق المتمرد سيخفض السرعة كي لا يحصد مخالفة مرورية عند النقاط التي يعرفها ويزيد منها في الأماكن التي يعتبرها آمنة، كما هو يربط حزام الأمان قبل الاقتراب من نقطة التفتيش ثم يتحرر منه فيما بعدها، وبذلك فالأنظمة لم تساعد الفرد على تربية نفسه نظاميا.


فكرة إضافة الحساسات الأرضية وأجهزة الاستشعار كانت هي الخطوة المنتظرة، لأنها ستتعامل وبشكل مباشر مع الخوف من الوقوع في المخالفة وبالتالي ستجبر قائد المركبة على أن يكون ملتزما متحضرا متمدنا لا بلاء على نفسه وعلى الآخرين، إضافة إلى التركيز على العقوبات البديلة للمبالغ المادية كالمنع من قيادة السيارة لمدة تتضاعف تلقائيا مع تكرار العقوبة، لأننا نريد أنظمة تربي لا تستنزف الشباب، ولنبحث عن عدد العاطلين الذين رصدت مخالفاتهم بمبالغ لا قبل لهم بسدادها ولم تغير من سلوكهم شيئا!

لا نغفل عن دور التنشئة التي تبدأ من تعليم الأطفال في المدارس، والتوعية التي تحقق العملية التفاعلية بين النظام وسلوك المجتمع حتى يصبح جزءا من عاداته.

maha3alshehri@gmail.com