-A +A
عابد هاشم
• نجافي الحقيقة حين نتهم «الميول النادوية» بأنها «الآفة» التي لوثت تلك النسبة العظمى من مخرجات إعلامنا الرياضي طوال كل تلك المراحل التي سبقت هذه المرحلة النوعية الاستثنائية، التي تجاوزت فيها قفزات ومنجزات ومستجدات الرياضة السعودية بشكل عام، وكرة القدم السعودية بشكل خاص، في كمها وكيفها و«مباغتتها» بفضل الله ثم بفضل هذا الحراك الإصلاحي الرياضي الشامل، أقول تجاوزت هذه القفزات والمستجدات المبهرة والمفاجئة أقصى حدود التخمين والتنبؤ بما يخبئه ربان هذا الحراك الجامح «فنار الرياضة السعودية» معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.

•• يندر إن لم يكن مستحيلا أن نجد أحدا من بين المنتمين للمجال الرياضي دون أن يكون لديه ميل لهذا النادي أو ذاك، ولا مشاحة في هذا، فالميول النادوي «السوي» حق مشروع للجميع، لكن حين تُناط بك أي مسؤولية ترتبط بالمجال الرياضي، بشكل مباشر، أو غير مباشر فأنت هنا أمام أمانة تملي عليك تحييد ميولك الرياضي تماما أثناء ممارستك مهام هذه المسؤولية، ودون القدرة على هذا التحييد التام للميول والحيادية المتناهية في أداء مسؤوليتك، يصبح هذا الميول «غير سوي»، وتصبح أنت مُخلا بأمانة المسؤولية التي شرفت بحملها في عنقك، وبالتالي تصبح مخرجات عملك «وبالا» على المصلحة العامة لهذا المجال.


•• فالميول النادوي «غير السوي» هو «الآفة» التي تدفع بصاحبها إلى تغليب «مصلحة النادي» على المصلحة العامة، أما حين يتكئ الميول النادوي على «المصالح الشخصية» فهنا تصبح «الطامة» أعظم؛ لأن مساحة الضرر تتسع وتتضاعف من قبل حاملي هذا الفيروس الخبيث، حيث تصبح المصلحة الشخصية لديهم هي الطاغية على كل ما سواها، بما في ذلك الأندية الرياضية التي يتغنون بميولهم إليها، بينما مصائر هذه الكيانات الرياضية لا تعني لديهم مثال ذرة مما تعنيه لدى أصغر مشجع من جماهير هذه الأندية الرياضية المغلوب على أمرها!

•• هذه المخرجات الإعلامية الرياضية «المفخخة» لم يكن لها أن «تُسوق» لو لم تحظ وأربابها بدعم وتحفيز من قبل البعض الأكثر في إعلامنا الرياضي بمختلف وسائله، وخصوصا بعض البرامج الرياضية التي دأب القائمون عليها على ترشيح مشاركين من «أرباب مصالح الميول النادوية»، ومن بينهم من يواكب «مصالح ميول» مقدم البرنامج، فتمضي مضامين البرنامج و«كل يُغني على ليلاه»!

•• وفوق هذا الصلف واللامبالاة، بما ظل يترتب على إفرازات هذه البرامج من تغذية الشارع الرياضي بما يتنافى مع رسالة الإعلام البناء وأهداف الرياضة السامية، راح هذا البعض من البرامج يمنح مشاركيه صفة «ناقد حصري»، وهذه الصفة لا يمكن منحها جزافا حتى لمن أمضى في هذا المجال عشرات السنين، ولو كان من خريجي قسم الإعلام، ومن المعيب على من يطلق مثل هذا التوصيف على عواهنه، جاهلا أو متجاهلا بأن له من الضوابط والمعايير ما لا يمكن القفز عليها!

•• ويكفي أن رموز ورواد إعلامنا الرياضي الأول، ومنهم من أصبحوا أعلاما على مستوى إعلامنا اليوم لم يسمحوا لأنفسهم بحمل صفة «نقاد» آنذاك، لأنهم أكثر وعيا واحتراما لأنفسهم، وتفهما لمعايير وضوابط هذا التوصيف.

•• لكن كما أعان الله ربان هذا الإصلاح الرياضي على اجتثاث الكثير من ذلك «الانفلات» سيعينه على ما تبقى منه، خصوصا أنه قد أوكل هذا الشأن لمن يُغني اسمه عن الكلام، وأعني الخلوق الجدير بكل ثقة ورهان الأستاذ رجاء الله السلمي، والله من وراء القصد.

تأمل:

قال تعالى:

«فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه»

البقرة/‏ آية 283

فاكس : 6923348

abedhashem1@