-A +A
خالد السليمان
رغم كل ما نشهده من تحول كبير في نمط الإدارة الحكومية والتخطيط المالي وتحديد الأهداف ومعايير الأداء، إلا أن شيئا واحدا لم يتغير وهو التصريحات الإنشائية لبعض المسؤولين مع إعلان كل ميزانية!

أفهم أن يصرح المسؤول في وزارة أو هيئة أو مؤسسة عن الميزانية بما يخص إدارته، لكن تصريحات «ميزانية الخير» الإنشائية التي كانت تصدر حتى عندما كان سعر النفط ٨ دولارات وتباطأت فيها عجلة التنمية إلى أبطأ مستوياتها لا مكان لها في السعودية المتجددة التي تخوض اليوم أعظم تحديات التغيير والتحول لبلوغ رؤية ٢٠٣٠م!


أمس الأول كانت الكلمة الأولى في وسائل الإعلام لوزراء المالية والتخطيط ومحافظ مؤسسة النقد ليتحدثوا باختصاص في شأن الميزانية وأرقامها، لكن بعض الصحف لم تخلُ من التصريحات النمطية المكررة التي تخرج من أدراج المكاتب في نفس الموعد كل سنة، حتى الصحف الإلكترونية التي يفترض أنها ولدت خارج رحم التقليدية لم تخلُ هي الأخرى من هذه التصريحات والسعي خلفها!

يا زملاء الإعلام، المتلقي اليوم لم يعد يكترث بالتصريحات الإنشائية المكررة، لم تجتذبه في الماضي في زمن الإعلام المغلق، ولن تجتذبه في الحاضر في زمن الإعلام المفتوح، هو يريد تصريحات محددة لمسؤولين كل في ميدان عمله عن شؤون حياته وحياة أسرته، وتحليلات لخبراء متخصصين يرسمون له اتجاهات اقتصاد مجتمعه ومسارات تنمية بلاده، أما جماعة «ميزانية الخير» الإنشائيين فنحن بخير بدونهم وبلادنا كانت دائما بخير دون الحاجة لتزكياتهم!

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com