-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تحتفل السعودية اليوم «3 ربيع الآخر 1439» بالذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد. واستطاعت السعودية بقيادته أن تكون صاحبة حضور بارز على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، من خلال العديد من القرارات الجريئة ومنها «اجتثاث الفساد»، إذ أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة عليا، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لحصر واجتثاث الفساد. وشرعت تلك اللجنة في العمل الموكل إليها لتطويق الفساد دون النظر لاسم أو منصب من تورط فيه «كائنا من كان».

كما أن الأشهر القليلة الماضية شهدت العديد من القرارات الداعمة للمرأة، إذ تم السماح لها بقيادة السيارة، وحضور المباريات في الملاعب الرياضية، بل إن المرأة تبوأت الكثير من المناصب القوية والمؤثرة.


وشكلت المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز صمام الأمان في حماية المنظومة الخليجية والعربية والإسلامية، فقد كانت بالمرصاد لكل محاولات الاختراق للأمن القومي العربي والإسلامي، ووقفت بحزم في وجه المد الفارسي وجميع الأجندات التي تستهدف الأمة الإسلامية، فبعد أن شنت الحرب على قوى الإرهاب التي استهدفت الخاصرة الخليجية من اليمن، بدأت بتقليم جميع الأظافر التي تتواطأ مع الأجندات المشبوهة التي تريد النيل من أمن واستقرار ومستقبل الأمتين العربية والإسلامية. وكان للمملكة الدور الأبرز في حفظ استقرار الشرق الأوسط بحكم ثقلها الإسلامي كحاضنة للحرمين الشريفين، وقوتها السياسية والاقتصادية، إذ إن المملكة تسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية عالميا، بل إن الاقتصاد السعودي يلعب دورا مهما في المحافظة على التوازن في الأسواق الدولية للنفط، إذ أثبت أنه الأكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الظروف الاقتصادية الطارئة.

إن لشخصية الملك سلمان القيادية والحكيمة دورا بارزا في رسم مسارات الدولة الحديثة، إذ تُجمع النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية على أن شخصية خادم الحرمين الشريفين ذات أبعاد وخصائص لا يتمتع بها إلا ندرة من قادة العالم. وعزا كتاب ومثقفون مهارات شخصية الملك سلمان إلى علاقته الوطيدة بالثقافة والتاريخ واستيعاب الإرث الحضاري الإنساني على جميع المستويات، واطلاعه العميق على أحوال الأمم والشعوب والقبائل، ما مكنه من حفظ الأنساب، كما أن القيادة في شخصية خادم الحرمين الشريفين عززت لديه روح التسامح والانفتاح والتصالح مع الثوابت والحفاظ على روح الأصالة.

ويرى محللو شخصيات المشاهير أن شخصية الملك سلمان تجمع ما بين الثقافة والحنكة وفن إدارة الملك، ما يجعل منها شخصية عصرية، تجمع كل متطلبات القائد الناجح من فكر وثقافة وحنكة، كونه شغوفاً بالقراءة والمناقشة، ما أهله لاتخاذ القرار بشكل صحيح مع تحمل عواقبه، كما أنه شخصية ذكية تجيد التصرف وتتقن الإدارة.

يضع الملك سلمان المواطن في أول اهتماماته، ويؤكد أن المواطنين اللبنة الأولى في سياسة بناء الدولة وتعزيز المرافق الخدمية، ليتمتع المواطن بحقوقه في التعليم والصحة والأمن الغذائي، كون ذلك من الثوابت التي قامت عليها المملكة، ومواصلة البناء والسعي المتواصل نحو تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة في مناطق المملكة كافة.

ويرى خبراء عالميون في السياسة والاقتصاد أن رؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد تمثل واحدة من أفضل خطوات الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي بالمملكة، مشددين على أن الرؤية السعودية الجديدة ذهبت باقتصاد المملكة بعيدا عن الصورة التقليدية، بل إنها سعت إلى صياغة سياسات اقتصادية جديدة تشمل إجراءات ترشيد استهلاك وخطوط رئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، فضلا عن المضي قدما في خطوات انفتاح البلد على الثقافات والجوانب الترفيهية العالمية. وتم إعلان العديد من المدن الصناعية والسياحية ومنها «نيوم» التي تعد إحدى المعجزات العالمية، فضلا عن «القدية»، ومشروع واجهة البحر الأحمر، والفيصلية وغيرها من المشاريع الأخرى التي ستسهم في صناعة بلد سياحي واقتصادي قوي، وستفتح أمام المواطنين آلاف الوظائف.

ولم تقتصر الرؤية على الجوانب الاقتصادية فقط، بل امتدت إلى الدوائر السياسية والعسكرية، إذ أعلن صندوق الاستثمارات العامة إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية جديدة، تحمل اسم الشركة السعودية للصناعات العسكرية، تمثل مكوِّنا مهما من مكونات رؤية السعودية 2030، ونقطة تحوُّل فارقة في نمو قطاع الصناعات العسكرية السعودي؛ إذ ستصبح منصة مستدامة لتقديم المنتجات والخدمات العسكرية التي تستوفي أرفع المعايير العالمية.