-A +A
«عكاظ» (جدة) @okaz_economy
كشف وكيل وزارة المالية للإيرادات طارق الشهيب أن ميزانية 2018 المرتقبة تتميز عن غيرها من الميزانيات السابقة، بأنه جرى إعدادها وفق آلية جديدة، وأن هذه الآلية تحقق المساهمة الفاعلة والمطلوبة؛ لتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي بالنسبة للجهات الحكومية، إذ زاوجت بين الإعداد من أسفل إلى أعلى «متطلبات الجهة المستفيدة»، وبين منهجية الإعداد من أعلى إلى أسفل (انطلاقا من متطلبات النمو والتنمية الاقتصادية والاستدامة للمالية العامة).

وأكد في تصريح صحفي أن التغييرات التي حققتها هذه الآلية تسهم في تحسين جودة، ودقة، وشفافية الحسابات المالية، مع وضع وتنفيذ إطار مالي عام على المدى المتوسط؛ لتحسين عملية إدارة المخاطر، وتحديد السياسات التي ستنفذ على المدى المتوسط من خلال أهداف قابلة للقياس، والتمهيد لإدخال حساب موحد للخزانة المالية لإدارة الموارد النقدية على نحو أفضل، والانتقال من المحاسبة على الأساس النقدي إلى المحاسبة على أساس الاستحقاق.


وبين أن وزارة المالية عقدت ورش عمل متتابعة لجميع الجهات الحكومية خلال العام الحالي، للتعريف بالآلية الجديدة لإعداد الميزانية.

وأفاد أن ميزانية الدولة سجلت نتائج إيجابية جدا فيما يخص إيرادات العام 2017؛ بفعل ارتفاع أسعار النفط، ومواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الرامية إلى زيادة الإيرادات غير النفطية، إذ تجاوزت الإيرادات غير النفطية الإجمالي المتوقع، ويعود ذلك إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة المملكة لتقديم مبادرات جديدة تولّد عائدات غير نفطية.

وقال الشهيب: «الإيرادات النفطية سجلت زيادة كبيرة مقارنة بالعام السابق، وسيجرى الحديث عن هذه الإيرادات بشكل مفصل اليوم (الثلاثاء) مع إعلان الميزانية، الذي سيتضمن للمرة الأولى تقديم توقعات حول أداء الاقتصاد على المدى المتوسط «خمس سنوات».

وأضاف: «هذا الإجراء يتماشى مع أهداف المملكة بتقديم إطار واضح لأداء الميزانية والتوقعات المستقبلية، ويوفر مسارا واضحاً بما يؤدي إلى تحقيق التوازن المالي في العام 2023، كما يساعد ذلك في عملية التخطيط التي تنفذها حكومة المملكة، بحيث يتيح لها إدارة النمو الاقتصادي على نحو أكثر فعالية، وهي خطوة تمثل دليلاً آخر على التزام حكومة المملكة بتعزيز الشفافية والإفصاح المالي بما ينسجم مع أهداف رؤية 2030».

وذكر أن التوقعات التي ستعلن في ميزانية 2018 تستند إلى تحليل مستفيض وشامل، يأخذ في الاعتبار المعلومات، والتطورات، والبيانات الاقتصادية الداخلية والخارجية المتاحة عند إعداد الميزانية.

وتابع: «اعتمدت إستراتيجية حكومة المملكة لتنويع مصادر الدخل على تحسين أداء النشاط الاقتصادي غير النفطي، من خلال إصلاحات اقتصادية وفق برنامج التوازن المالي بتطبيق بعض المبادرات لتنمية الإيرادات غير النفطية، إلى جانب اعتماد برنامج إدارة الدين العام، إذ تستهدف الحكومة تنمية الإيرادات بشكل هيكلي ومستمر كمصدر رئيس لتمويل النفقات العامة وخفض عجز الميزانية، وفي هذا الصدد نفذت حكومة المملكة عددا من التدابير الجديدة لتحقيق هذا الهدف والتقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية».

وزاد الشهيب بقوله: «تشمل هذه التدابير تطبيق المرحلة الأولى من تصحيح أسعار الطاقة، وتعديل عدد من الرسوم من بينها الرسوم على التأشيرات، والمخالفات المرورية في عام 2016، وتطبيق الضريبة الانتقائية على بعض السلع، والمقابل المالي للوافدين الذي سيسهم في توطين الوظائف من خلال سد فجوة التكلفة بين الوافدين والسعوديين، إضافة إلى ضريبة القيمة المضافة التي سيبدأ تطبيقها في بداية العام 2018 في ضوء الاتفاقية الموحدة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحزم تحفيز لدعم القطاع الخاص الذي يشكل إحدى دعائم الاقتصاد وعاملا رئيسيا في نشاطه».