-A +A
عيسى الحليان
المواطن يريد السياحة في وطنه، وأن يكون الوطن هو خياره الأول سياحياً وأنا أكرر هنا ما قلته قبل 10 سنوات من أن المملكة سوف تصبح الخيار الأول للمواطن سياحياً، وهذا الكلام يجب أن يحسب علي وأحاسب عليه في المستقبل!!

هذا ما قاله حرفيا سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يوم أمس الأول خلال اللقاء السنوي للهيئة والتي كان ضيفها لهذا العام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد.


وهذا التأكيد من سموه وبهذه الصيغة التي لا تقبل الجدل ينم عن ثقة كبيرة بمكونات هذا القطاع بعد أن استكملت الهيئة تأسيس منظومتها الكاملة لصناعة اقتصادية جديدة ترتكز على مقومات عالية القيمة وأنماط سياحية متعددة تزخر بها المملكة دون غيرها.

فبعد أن مرّت الهيئة بمراحل طويلة من التحديات والعقبات التي ذكرها سموه في كتابه «الخيال الممكن» والذي يمثل رصداً تاريخياً لمراحل نمو وتطور هذا القطاع ومدونة كاملة لفكرة السياحة بالمملكة من بداياتها، مرورا بمرحلة طويلة من التجارب والمتغيرات الإدارية التنظيمية والتشريعية التي عبرت من خلالها هذه الفكرة التي طرحت على استحياء شديد لأول مرة !!

لكن أجمل ما قاله الأمير إنه إذا انفصل الإنسان عن المكان فإنه لن تقوم قائمة للمجتمعات أو الأمم!!.

وهي عبارة تحمل دلالات ومعاني كبيرة تتجاوز قضية السياحة، وهو محق بذلك، إذ بدا وهو مستوعب تماما لفكرة انسجام الإنسان مع مكانه اجتماعياً وثقافياً وسياحياً دون انفصام.

من خلال هذا اللقاء، شاهدت الدكتور عواد لأول مرة وكنت أعتقد أن ثقافته دبلوماسية بالدرجة الأولى، لكني وجدته مثقفاً وخطيباً بارعاً منفتحاً على قضايا الثقافة في البلاد بشكل لافت وعميق، خصوصا وهو يتحدث بسلاسة وإمتاع عن السياحة وعلاقاتها بالثقافة عندما مزج بين هذه وتلك بطريقة تنم عن ثقافة عالية. ولأن القارئ يبحث عادة عن النقد أكثر من الإشادة، فقد بحثت عن أي جانب سالب في مجمل هذا اللقاء لأزيّن به مقالي، إلاّ أنني للأسف لم أجد ما يستحق الذكر بسبب براعة الضيف والمضيف وجودة التنظيم.

Alholyan@hotmail.com