-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@
احتفى المعهد العربي الإسلامي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية اليوم (الاثنين) في العاصمة اليابانية طوكيو، باليوم العالمي للغة العربية والذي أقرته الأمم المتحدة مُحدِّدةً الثامن عشر من كل عام يوماً عالمياً يتم فيه الاحتفاء بلغة الضاد، وذلك اعترافاً من المنظمة الدولية بأهمية العربية كواحدة من أقدم اللغات الحيّة في هذا العصر.

وقد شهد الاحتفالية السابعة بمقر المعهد في طوكيو جمع غفير من المهتمين بشأن اللغة العربية من اليابانيين والعرب والمسلمين المقيمين باليابان، وفي مقدمتهم القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الأمير خالد بن محمد آل سعود، وضيف الشرف مدير إدارة الشرق الأوسط بالخارجية اليابانية السفير هيروشي أوكا، وسفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة، ورؤساء البعثات الدبلوماسية، ورؤساء الملحقيات السعودية إضافة إلى طلاب المعهد دارسي اللغة العربية والخريجين.


وقد ألقى مدير المعهد الدكتور ناصر بن محمد العميم كلمةً في افتتاح الاحتفالية بيَّنَ فيها أهمية الاحتفاء باللغة العربية والدوافع التي جعلت الهيئة الدولية للأمم المتحدة تُخصص يوماً عالمياً للعربية.

وأوضح اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، بتعليم اللغة العربية ونشرها، وذلك عبر مراكز ومعاهد داخل المملكة وخارجها، وهذا المعهد في طوكيو أحدها والذي يقف شاهداً على العلاقات المميزة بين اليابان والمملكة في بعدها الثقافي. مشيراً إلى تنفيذ توجيهات مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الداعية إلى الاحتفال بهذا اليوم العالمي للغة العربية.

وفي كلمته، عبر القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الأمير خالد بن محمد آل سعود، عن شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي ترعى شؤون المعهد، ذاكراً أهمية ما يقوم به المعهد من أدوار عظيمة تصب في تمتين العلاقات بين المملكة واليابان.

وأكد اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اهتماماً بالغاً باللغة العربية، والحرص على نشرها في بلاد عديدة منها اليابان عبر مؤسسة تعليمية هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ومنذ تأسيسه، ظل المعهد في عطاء مستمر خدمة للتعاون بين شعبي اليابان والمملكة العربية السعودية في المجال الثقافي، ويتواصل عطاؤه في تحقيق أسمى أهدافه وهو نشر اللغة العربية وثقافتها في هذا البلد الصديق، بما يقدمه من برامج تعليمية مختلفة داخل المعهد وخارجه.

كما شكر ضيف الشرف السفير هيروشي أوكا، وسفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة على تلبيته الدعوة بتشريف هذه الاحتفالية.

على صعيد مُتَّصل قدّم مدير إدارة الشرق الأوسط بالخارجية اليابانية، ضيف الشرف، السفير هيروشي أوكا، كلمةً، شكر فيها جهود المملكة في تعليم ونشر العربية في العالم قاطبة واليابان على وجهٍ أخص، مبيّناً أهمية تَعَلُّم العربية ضارباً أمثلةً من تجربته الشخصية من تعلمها بالبلدان العربية والمملكة العربية السعودية بوجهٍ خاص، ومعبراً عن حبه الشديد للغة العربية واهتمام وزارة الخارجية اليابانية بتدريب الدبلوماسيين لاكتسابها حتى أصبح عددهم 200 دبلوماسي يتحدثون اللغة العربية.

ومن أهم فعاليات الاحتفال، الندوة المصاحبة التي دَرَجَ المعهد على عقدها سنوياً في الاحتفال بيوم اللغة العربية.

وقد أدار الندوة عضو هيئة التدريس بالمعهد الدكتور حسن دوكه، وتحدث فيها ثلاثة محاضرين، أولهم الخطاط اليابانيّ العالمي فؤاد كوئتشي هوندا، أستاذ الخط العربي المتعاون مع المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، والذي تناول جماليات الخط العربي، مبيناً احتفاء اليابانيين به معترفين بتفرده الجمالي وقد أبان مفصلاً في ورقته نشاطات الجمعية اليابانية للخط العربي وأهدافها التي من ضمنها نشر اللغة العربية وتعليمها ليس في اليابان فحسب بل في شرق آسيا عموماً.

هذا وقد تناولت الورقة الثانية شعر الهايكو الياباني واستضافته في اللغة العربية، وقدمها الدبلوماسي والكاتب المغربي الدكتور عبدالقادر الجموسي، والذي تطرق إلى تعريف الهايكو ونشأته، واستضافته ضمن الأدب العربي الحديث، مع ذكر رواده وجهودهم، وقد خلص إلى أن الهايكو يمكنه لعب دور ثقافي مؤثر يربط الثقافة العربية بنظيرتها اليابانية، خصوصا أن بعض أنماط الشعر العربي تُشبه إلى حد كبير شعر الهايكو الذي تدور موضوعاته حول الطبيعة.

واختتمت الندوة بورقة عن النقوش العربية والإسلامية في منطقة الجوف وتبوك بالمملكة العربية السعودية، وقد أوردت الباحثة والمترجمة بالمعهد الدكتورة ريسا توكوناغا، نماذج من هذه النقوش والتي يرجع بعضها إلى ما قبل الإسلام، بجانب إيراد نصوص نقشية بعد الإسلام، متتبعة قراءتها عبر عدة أجيال، مع ملاحظات علمية لغوية تشير إلى تطور لغة النقوش طردَّياً.

يذكر أن كلمات الاحتفالية وفعاليتها، بجانب أوراق الندوة قُدمت باللغة العربية الفصحى من أساتذة وطلاب يابانيين ناطقين بغير العربية، ما أضفى روحاً احتفائية بلغة الضاد، لغة القرآن الكريم.

وفي ختام الاحتفالية قدم المعهد للمشاركين فيها دروعاً تذكاريةً ضمت لوحات للخط العربي وآخرى تزيّن هذا اليوم بقلائد ثقافية عربية وإسلامية أصيلة معبرة عن أهميته وتفرُّده.