-A +A
حمود أبو طالب
لم تلق وزارة من الوزارات النقد اللاذع الذي تلقته وزارة الإسكان منذ نشأتها، فقد جاءت الوزارة في وقت حرج من حيث النسبة المتدنية جدا للمواطنين الذين يملكون سكناً، ومن حيث تضاؤل الأمل بالحصول عليه في ظل أوضاع احتكارية بسيطرة تجار العقار والأراضي ورفع الأسعار إلى حد لا يتحمله المواطن، ومع كل الأموال التي خصصت للوزارة والصلاحيات التي أعطيت لها إلا أنها تخبطت كثيرا في بدايتها وارتبكت وأربكت الناس معها حتى فقدوا الثقة فيها. بهذه الصورة غير المشجعة بدأت الوزارة مرحلتها الجديدة، وأصدقكم القول إنني لم أكن متفائلا كثيرا في اللقاء الحواري الذي نظمته «عكاظ» مع وزير الإسكان وفريق عمله قبل عام وقليل، فرغم معقولية ومنطقية طرحهم إلا أن شعورنا العميق بأن موضوع السكن شائك جدا تتحكم فيه أطراف قوية ومتغلغلة ونافذة يجعل تصديق الوزارة في قدرتها على تنفيذ كل وعودها أمرا صعبا، لكن يبدو الآن أن الوزارة بدأت تكسب الرهان بتحقيقها كثيرا من المصداقية تمثلت في تنفيذ خططها ومنها تحقيق أكثر من المستهدف لمنتجاتها في عام 2017 من خلال برنامج سكني الذي استهدف تحقيق 280 ألف منتج لكنه تجاوز هذا الرقم، وكان آخر إنجازاته مشروع بوابة التحلية في مدينة جدة الذي قدم خلال الأسبوع الماضي 1952 وحدة سكنية من نوع شقق بالبيع على الخارطة بالشراكة مع القطاع الخاص بموعد تسليم لا يتجاوز 3 أعوام كحد أقصى وبأفضل المواصفات، وكجزء من الدفعة الأخيرة لمنتجاتها التي بلغت 36798 منتجا سكنيا وتمويليا.

الوزارة بالتأكيد تجاوزت عنق الزجاجة بكسرها الحاجز النفسي مع المجتمع عندما استطاعت تقديم أشياء ملموسة في قضية السكن، ليس في المناطق النائية والمدن والقرى الطرفية والحدودية بل أيضا في المدن الرئيسية كما هو مشروع بوابة التحلية، وعندما نعلم أن الوزارة سوف تتسلم ملايين الأمتار لأراض عادت إلى الدولة، وأن هناك توجها لزيادة دعم برامج الإسكان كما جاء في خطاب الملك سلمان، فإننا نعول كثيراً على وزارة الإسكان في حلحلة وتبسيط مستقبل السكن الذي يمثل قضية جوهرية للمواطن، وقد كان هماً مزمنا يعاني منه جعله يصبح ويمسي وهو يرفع عقيرته قائلا: سكني الحبيب وهل أحب سواه، باعتبار السكن هو الوطن الصغير والحميم، ليس مقارنةً بالوطن الكبير ولكن لأنه ضرورة حياة.


المجتمع يطمح إلى مزيد من النجاحات والمفاجآت لعام 2018 وما بعده في موضوع السكن مثلما تحقق هذا العام بنجاح ملفت.