-A +A
عبدالله عمر خياط
.. قال الكاتب المصري المعروف أنيس منصور في كتابه «عندي كلام» ما معناه أنه يحمد الله أن الخلفاء الراشدين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، لم يموتوا في مصر، فإنه لو كانت وفاتهم في مصر لجعل الشعب المصري من ذكرى وفاتهم وذكرى انتصاراتهم وذكريات متعددة أخرى مناسبات للحزن وأخرى للفرح وتوزيع الحلويات في الذكريات الحسنة.

وهو صادق فما أكثر الأعياد التي يغلب فيها الطبل والزمر والرقص لمناسبة ذكرى وفاة فلان أو علان، في حين أننا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد ليس عندنا احتفالات كهذه، ودليلي على ذلك أنه في 12 ربيع الأول مرت 44 سنة على استشهاد الملك فيصل رحمه الله دون أي احتفال لذكرى وإن كان الدمع يترقرق في الأجفان.


وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترمب أن القدس عاصمة إسرائيل وأن إسرائيل يحق لها أن تحدد عاصمتها كما تشاء ضارباً عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة حول مدينة القدس فإننا نتذكر هنا أن الملك فيصل كانت أمنيته أن يصلي في المسجد الأقصى بعد تحرير مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي.

وقد حضرت يوم 6 ذي الحجة 1388هـ حفل تكريم رؤساء بعثات الحجاج وأعيانهم في مكة المكرمة في قصر «الشيبية» وألقى الملك فيصل خطاباً قال فيه: «أن أمنيته تحرير فلسطين وأن يموت شهيداً من أجلها».

ومعلوم أن الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان في كافة القضايا ولذلك تجد معظم قرارات مجلس الأمن تجاه الجرائم الصهيونية تجد لها مبرراً في الكونغرس الأمريكي، وفي 95% من هذه القرارات أو أكثر تقوم الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو لصالح العدو الإسرائيلي.

وقد كان الغرب يحسب حساب الملك فيصل لأنه اتخذ قرار قطع البترول عليهم عندما رأى مساندتهم العمياء لإسرائيل، ولولا ضعف العرب وتناحرهم لما تجرأ ترمب على اتخاذ قرار نقل سفارته إلى القدس وهو القرار الذي وصفه رئيس وزراء إسرائيل بأنه لا أجمل هدية منه خلال 70 سنة من وجود الدولة الصهيونية.

ولو سألت أي رئيس أمريكي على قيد الحياة بعد مغادرته البيت الأبيض لقال لك نعم الفلسطينيون مظلومون ولكنه يقول ذلك وهو مجرد عن السلطة، عكس حاله عندما يكون في البيت الأبيض حاكما.

السطر الأخير:

من يَهُنْ يسهُلُ الهوانُ عليه

ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

aokhayat@yahoo.com