عارض يرتب مجموعة من الكتب في جناح داره قبل افتتاح المعرض. (عكاظ)
عارض يرتب مجموعة من الكتب في جناح داره قبل افتتاح المعرض. (عكاظ)
جبير المليحان
جبير المليحان
عبدالعزيز أبو لسه
عبدالعزيز أبو لسه
خالد قماش
خالد قماش
-A +A
علي الرباعي (جدة) okaz_online@
لو كان أبو الطيب المتنبي بيننا لعدل بيته الشهير ليصبح «وخير جليس في الزمان جهاز». ذلك أن الشاعر البراغماتي مرن في تعامله مع الحياة والأحياء، وفي ظل تحولات المجتمعات وتناغمها مع لغة عصرها لم يعد للكتاب الورقي وهجه السابق، وتقلصت مساحات العناية به، وتحجم حضوره عدا في معارض الكتب.

«عكاظ» استطلعت آراء مثقفين عن حميمية العلاقة بالكتاب، فظهر أن جل المثقفين ينحازون للكتاب الإلكتروني، إذ يرى الشاعر خالد قماش أن التقنية توفر لك الكتاب في ثوان دون كلفة تحرك من المكان ولا عناء تمرير على رقيب ولا تخصيص مساحات داخل المنزل، مشيراً إلى أن الكتاب الإلكتروني «نعمة»، مرددا مع بدر بن عبدالمحسن «إيش أسوي بالورق».


فيما يؤكد القاص جبير المليحان أن جيل اليوم محظوظ كون التقنية خدمته معرفياً وثقافياً وسوقته إبداعيا، موضحاً أنه يعاني من ازدحام مكتبته وتضخمها بالكتب الورقية، في حين لو تخلص منها لن يحتاج لمساحة أكثر من 20 سنتيمترا لمكتبة إلكترونية تلبي كل تطلعاته القرائية بمختلف اللغات بلمسة زر.

ويذهب الشاعر عبدالعزيز أبو لسة إلى جهة مناوئة للتقنية قرائيا، نظراً لما يمثله الكتاب الورقي من حميمية وعلاقة إنسانية ووجدانية بالمؤلف، ويرى أن نزار قباني كان محقا في تساؤله ذات وجع: «هل للدفاتر يا ترى أعصاب».

وأضاف: أشعر فعلا أن الدفتر أو الكتاب عموما له مواصفات آدمية وأحيا بأنفاسه وبرائحته وبلغة جسده من غلاف وأوراق وأحبار. لذلك الارتباط بالقراءة الورقية يحتاج مزاجا مختلفا، روحا مختلفة، وعيا مختلفا، طقسا مختلفا وثقافة مختلفة.

ويؤكد أنه من جيل درج على العيش مع الكتاب وتربى على الإعلاء من شأنه، فلم تستطع ثورة التقنية، رغم سطوتها جرفنا وحرفنا عن سويتنا وسيرتنا الأولى، كون أعصابنا تداخلت مع أعصاب الكتاب، مشيراً إلى أنه على الصعيد الشخصي لا يقبل ألا يكون الكتاب في كل مكان على مكتبه ويجاوره في سريره ومحل حديثه مع الأصدقاء، ورغم حضور شبكات التواصل الاجتماعي القوي إلا أن للكتاب هويته التي لا تسقطها ثورات التواصل، إذ إن له مع الكتاب حكايات تبدأ ولا تنتهي، ولا يحس بأي متعة للقراءة إلا أن الكتاب وكاتبه بين أحضانه.